الفصل الثامن
في صفات الواجب بالذات
على وجه كلّي (١) وانقسامها (٢)
قد تقدّم (٣) أنّ الوجود الواجبيّ لا يسلب عنه كمال وجوديّ قطّ ، فما في الوجود من كمال ـ كالعلم والقدرة ـ فالوجود الواجبيّ واجد له بنحو أعلى وأشرف ، وهو محمول عليه على ما يليق بساحة عزّته وكبريائه ، وهذا هو المراد بالاتّصاف.
ثمّ إنّ الصفة تنقسم انقساما أوّليّا إلى ثبوتيّة تفيد معنى إيجابيّا كالعلم والقدرة ، وسلبيّة تفيد معنى سلبيّا ، ولا تكون إلّا سلب سلب الكمال ، فيرجع إلى إيجاب الكمال ، لأنّ نفي النفي إثبات ، كقولنا : «من ليس بجاهل» و «من ليس بعاجز» الراجعين إلى العالم والقادر. وأمّا سلب الكمال فقد اتّضح في المباحث السابقة (٤) أن لا سبيل لسلب شيء من الكمال إليه تعالى. فالصفات السلبيّة راجعة بالحقيقة إلى الصفات الثبوتيّة.
__________________
(١) أي : على وجه العموم والإطلاق.
(٢) وإن شئت تفصيل أقسام صفات الواجب بالذات فراجع الأسفار ٦ : ١١٨ ـ ١٢٥ ، وشرح المنظومة : ١٥٧.
(٣) في الفصل الرابع من هذه المرحلة.
(٤) راجع الفصل الرابع من هذه المرحلة.