الفصل الرابع
في انقسام التغيّر (١)
قد عرفت (٢) أنّ خروج الشيء من القوّة إلى الفعل لا يخلو من تغيّر ، إمّا في ذاته (٣) أو في أحوال ذاته (٤). وإن شئت فقل : إمّا في ذاتيّه كما في تحوّل نوع جوهريّ إلى نوع آخر جوهريّ ، أو في عرضيّه كتغيّر الشيء في أحواله العرضيّة.
ثمّ التغيّر إمّا تدريجيّ وإمّا دفعيّ بخلافه (٥). والتغيّر التدريجيّ ـ ولازمه
__________________
(١) وهو أعمّ من الحركة ، كما سيأتي. فالأولى أن يقدّم البحث عنه على البحث عن الحركة.
(٢) في الفصل الثاني من هذه المرحلة.
(٣) كتغيّر الصور النوعيّة ، نحو تبدّل التراب إلى النبات بزوال الصورة الترابيّة وحدوث الصورة النباتيّة ، أو تبدّل النبات إلى الحيوان بزوال الصورة النباتيّة وحدوث الصورة الحيوانيّة.
(٤) كتغيّر الشيء في كمّه ، كما في ازدياده كمّا بالنموّ وانتقاصه كذلك بالذبول ، وكما في اشتداد الكيف وتضعّفه.
(٥) أمّا التغيّر التدريجيّ في ذاتيّه فمصداقه هو تبدّل الصور النوعيّة ، بناء على أنّ الصور الجسمانيّة صورة الواحدة سيّالة.
وأمّا التغيّر التدريجيّ في عرضيّه فمصداقه ازدياد الكمّ بالنموّ وانتقاصه بالذبول.
وأمّا التغيّر الدفعيّ في ذاتيّه فمصداقه تبدّل الصور ، بناء على أنّ الصورة الاولى تفسد دفعة وتحدث مكانها صورة اخرى.
وأمّا التغيّر الدفعيّ في عرضيّه فمصداقه تعاقب الأعراض المضادّة.