الفصل السابع
في المقولات الّتي تقع فيها الحركة
المشهور بين قدماء الحكماء (١) أنّ المقولات الّتي تقع فيها الحركة أربع : الكيف والكمّ والأين والوضع.
أمّا الكيف ، فوقوع الحركة فيه في الجملة ـ وخاصّة في الكيفيّات المختصّة بالكميّات نظير الاستقامة والاستواء والاعوجاج ـ ظاهر ، فإنّ الجسم المتحرّك في كمّه يتحرّك في الكيفيّات القائمة بكمّه البتّة.
وأمّا الكمّ ، فالحركة فيه تغيّر الجسم في كمّه تغيّرا متّصلا منتظما متدرّجا ، كالنموّ الّذي هو زيادة الجسم في حجمه (٢) زيادة متّصلة بنسبة منتظمة تدريجا.
وقد اعترض عليه (٣) : أنّ النموّ إنّما يتحقّق بانضمام أجزاء من خارج إلى
__________________
(١) راجع الفصل الثالث من المقالة الثانية من الفنّ الأوّل من طبيعيّات الشفاء ، والنجاة : ١٠٧ ، والمباحث المشرقيّة ١ : ٥٦٩ ـ ٥٨٢ ، وشرح المقاصد ١ : ٢٦١ ـ ٢٦٤ ، وكشف المراد : ٢٦٥ ، وشرح المواقف : ٣٢٨.
(٢) وكالذبول الّذي هو نقصان الجسم في حجمه.
(٣) أي : على كون النموّ حركة في الكمّ. وأمّا الحركة الكمّيّة بإطلاقها فلا ينكره المعترض. وهو الشيخ الإشراقيّ على ما في الأسفار ٣ : ٨٩.
وحاصل الاعتراض : أنّه لا حركة كمّيّة في النموّ والذبول ، لأنّ النموّ يحصل بانضمام ـ