الفصل السادس

في المسافة

وهي المقولة الّتي تقع فيها الحركة ، كحركة الجسم في كمّه بالنموّ ، وفي كيفه بالاستحالة (١).

__________________

(١) اعلم أنّ في معنى الحركة في المقولة وجوه :

الأوّل : أنّ المقولة موضوع حقيقيّ للحركة ، أي تكون الحركة عارضة على المقولة.

فيكون معنى الحركة في المقولة أنّ الحركة عارضة عليها ، فمعنى الحركة في الأين مثلا كون الأين متحرّكا.

الثاني : أنّ المقولة واسطة في عرض الحركة لمعروضها وإن لم تكن بنفسها معروضة لها ، نحو وساطة السفينة في عرض الحركة لجالسها.

الثالث : أنّ المقولة جنس للحركة ، والحركة نوع لها.

الرابع : أنّ الحركة إحدى المقولات ، كما صرّح بذلك الشيخ الإشراقيّ في التلويحات : ١١.

الخامس : أنّ الحركة من حيث التحريك من مقولة أن يفعل ومن حيث التحرّك من مقولة أن ينفعل.

السادس : أنّ الحركة عرض وراء المقولات ، كالوحدة والنقطة.

السابع : أنّ الحركة ليست من المقولات ، بل هي نحو وجود السيّالات بحيث أنّ الحركة ووجود الأمر السيّال مساوقان. وهذا مذهب صدر المتألّهين في الأسفار ٤ : ٤ حيث قال : «الحركة عبارة عن نحو وجود الشيء التدريجيّ الوجود ، ولا ماهيّة لها إلّا الكون المذكور ، والوجود خارج عن الماهيّات الجوهريّة والعرضيّة ، والطبيعة الّتي يلحقها الجنسيّة لا يجوز أن تكون خارجة عن ماهيّة الأنواع ، فالحركة ليست بجنس فضلا عن أن تكون مقولة».

وحاصل كلامه : أنّ الحركة من عوارض الماهيّة لا الوجود. وبعبارة اخرى : أنّ الحركة ـ

۳۳۶۱