الفصل العاشر
ينقسم العلم الحصوليّ إلى حقيقيّ واعتباريّ (١)
والحقيقيّ هو المفهوم الّذي يوجد تارة في الخارج فتترتّب عليه آثاره ، وتارة في الذهن فلا تترتّب عليه آثاره الخارجيّة ، كمفهوم الإنسان. ولازم ذلك أن تتساوى نسبته إلى الوجود والعدم. وهذا هو الماهيّة المقولة على الشيء في جواب ما هو.
والاعتباريّ خلاف الحقيقيّ (٢) ، وهو إمّا من المفاهيم الّتي حيثيّة مصداقها حيثيّة أنّه في الخارج مترتّبا عليه آثاره ، فلا يدخل الذهن الّذي حيثيّته حيثيّة عدم ترتّب الآثار الخارجيّة ، لاستلزام ذلك إنقلابه عمّا هو عليه ، كالوجود وصفاته
__________________
(١) لا يخفى أنّ مراده من العلم الحصوليّ هو العلم التصوّري ، فإنّه ينقسم إلى حقيقيّ واعتباريّ ، وأمّا التصديقات فلا تنقسم بهما ، وإنّما وصفت بهما باعتبار التصوّرات المتعلّقة بهما.
(٢) أي : هو المفهوم الّذي إمّا يوجد مصداقه في الخارج دون الذهن كمفهوم الوجود ، وإمّا يوجد في الذهن دون الخارج كمفهوم الكلّيّ.
ولا يخفى أنّ البحث التفصيليّ عن المفاهيم الاعتباريّة يحتاج إلى وضع رسالة خاصّة يبحث فيها عن تعريفها وأقسامها ودائرة شمولها والفرق بينها وبين المفاهيم الحقيقيّة وغيرها من المباحث الهامّة الّتي ذكر بعضها المصنّف رحمهالله في كتابيه : «اصول فلسفه وروش رئاليسم» و «الرسائل السبعة».