الفصل الأوّل

في تعريف العلم وانقسامه الأوّلي وبعض خواصّه

وجود العلم ضروريّ عندنا بالوجدان ، وكذلك مفهومه بديهيّ لنا (١) ، وإنّما نريد بالبحث عنه (٢) في هذا الفصل الحصول على أخصّ خواصّه.

فنقول : قد تقدّم في مبحث (٣) الوجود الذهنيّ (٤) أنّ لنا علما بالأشياء الخارجة عنّا في الجملة ، بمعنى أنّها تحضر عندنا بماهيّاتها بعينها ، لا بوجوداتها الخارجيّة الّتي تترتّب عليها آثارها الخارجيّة (٥) ، فهذا قسم من العلم ، ويسمّى : «علما حصوليّا».

ومن العلم أيضا علم الواحد منّا بذاته (٦) الّتي يشير إليها ويعبّر عنها ب «أنا» ، فإنّه لا يلهو عن نفسه ولا يغفل عن مشاهدة ذاته ، وإن فرضت غفلته عن بدنه

__________________

(١) كما في الأسفار ٣ : ٢٧٨ ـ ٢٧٩ ، والمباحث المشرقيّة ١ : ٣٢١ ـ ٣٢٢ ، وشرح الإشارات ٢ : ٣١٤.

(٢) وفي النسخ : «بالبحث في هذا الفصل» والصحيح ما أثبتناه.

(٣) وفي النسخ : «في بحث» والأولى ما أثبتناه.

(٤) راجع المرحلة الثالثة من المتن.

(٥) والمراد من ماهيّات الأشياء هو مفاهيمها الماهويّة ، لا الماهيّات الّتي هي حدّ وجود الأشياء في الخارج.

(٦) أو علم العلّة التامّة بمعلولاته ، أي علم الواجب تعالى بمخلوقاته.

۳۳۶۱