الحديث عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإن كانت خصوصية على كل مسلم ومسلمة ربما لم ترد في جميع هذه الطرق وأيا ما كان.

فمنها ـ ما في الكافي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال ( طلب العلم فريضة ) (١). وعنه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال : ( طلب العلم فريضة على كل مسلم ألا ان الله يحب بغاة العلم ) (٢).

ومنها ـ ما عن الإمام الرضا عليه‌السلام عن آبائه عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : ( العالم بين الجهال كالحي بين الأموات وان طالب العلم يستغفر له كل شيء حتى حيتان البحر وهوامه وسباع البر وأنعامه فاطلبوا العلم فانه السبب بينكم وبين الله وان طلب العلم فريضة على كل مسلم.

ومنها ـ ما عن الإمام الرضا عليه‌السلام عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول ( طلب العلم فريضة على كل مسلم فاطلب العلم في مظانه واقتبسوه من أهله فان تعلمه لله حسنة وطلبه عبادة والمذاكرة فيه تسبيح والعمل به جهاد وتعليمه من لا يعلمه صدقة وبذله لأهله قربة إلى الله تعالى لأنه معالم الحلال والحرام ومنار سبل الجنة والمؤمن من الوحشة والصاحب في الغربة والمحدث في الخلوة والدليل في السراء والضراء والسلاح على أعداء الدين ، والزين على الأخلاء ، يرفع الله به أقواما فيجعلهم في الخير قادة تقتبس آثارهم ويقتدى بفعالهم وينتهى إلى آرائهم ترغب الملائكة في خلتهم وبأجنحتها تمسحهم في صلواتها تبارك عليهم ، يستغفر لهم كل رطب ويابس حتى حيتان البحر وهوامه وسباع البر وأنعامه ... إلخ ).

وهذه الطائفة لا إشكال في دلالتها على لزوم طلب العلم الا ان حملها على مجرد الاطلاع على الأحكام اللزومية الواقعية الداخلة في محل الابتلاء والّذي هو معنى وجوب الفحص خلاف الظاهر وانما الظاهر منها الحث على لزوم تحصيل الثقافة الإسلامية التي كان يعبر عنها وقتئذ بالعلم بقول مطلق ، وهذا المعنى من العلم لا يفرق فيه بين الأحكام الداخلة في محل ابتلاء الشخص وغيرها ولا يشمل هذا العلم مجرد التقليد

__________________

(١) أصول الكافي ، ج ١ ، كتاب فضل العلم ، باب فرض العلم ووجوب طلبه ، ح ٢.

(٢) نفس المصدر ، ح ١.

۵۲۴۱