وينبغي الالتفات إلى انه يكفينا وثاقة أحد الرجلين ـ أي إبراهيم بن هاشم أو عبد الله بن الصلت ـ ولا يلزم ثبوت وثاقتهما معا وان كانا صدفة ثقتين.

واما حماد بن عيسى فهو الجهني غريق الجحفة. قال النجاشي عنه: «كان ثقة في حديثه صدوقا» (١). وقد طلب من الإمام الكاظم عليه‌السلام ان يدعو له بان يرزقه الله دارا وزوجة وولدا وخادما والحج كل سنة فقال عليه‌السلام: اللهم صل على محمد وآل محمد وارزقه دارا وزوجة وولدا وخادما والحج خمسين سنة. قال حماد فلما اشترط خمسين سنة علمت اني لا أحج أكثر من خمسين سنة، فقال حماد وحججت ثماني واربعين سنة، وهذه داري قد رزقتها وهذه زوجتي وراء الستر تسمع كلامي وهذا ابني وهذا خادمي وقد رزقت كل ذلك. وحح بعد ذلك حجتين تمام الخمسين ثم خرج بعد الخمسين حاجا فلما صار في موضع الاحرام دخل يغتسل فجاء الوادي فحمله فغرق رحمه‌الله تعالى (٢).

واما حريز بن عبد الله فهو السجستاني. قال عنه الشيخ: «ثقة كوفي» (٣).

وقد قيل في سبب قتل حريز انه كان يسكن سجستان مع أصحاب له وكان الغالب على البلد المذكور الشراة (٤)، وكانوا يسمعون منهم ثلب أمير المؤمنين عليه‌السلام وسبه فيخبرون حريزا ويستأمرونه في قتل من يسمعون منه ذلك فاذن لهم، فلا

__________________

(١) معجم رجال الحديث ٦: ٢٢٤.

(٢) المصدر السابق ٦: ٢٢٧.

(٣) المصدر السابق ٤: ٢٤٩.

(٤) أي الخوارج.

۳۴۷۱