٢ ـ شهادة أحد الأعلام بالوثاقة

الّف الشيخ أبو العباس أحمد بن علي بن العبّاس المعروف بالنجاشي ـ المعاصر للشيخ الطوسي وزميله في بعض الدروس ـ كتابه المعروف بفهرست مصنفي الشيعة. وقد جمع فيه من له كتاب مع الإشارة في الغالب إلى كونه ثقة أو ضعيفا.

وهكذا قام الشيخ الطوسي بتأليف كتابين احدهما باسم الفهرست وثانيهما باسم رجال الشيخ الطوسي. وقد ذكر فيهما احيانا توثيق أو تضعيف بعض الرواة.

كما وقام الشيخ أبو عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز المعروف بالكشي ـ والذي يعدّ في طبقة الشيخ الكليني ـ بتأليف كتابه المعروف برجال الكشي. وقد تصدى فيه لجمع الروايات الواردة في حقّ بعض الرواة من دون ان يتصدى في الغالب وبصورة مباشرة لتضعيف أو توثيق الرواة.

ان شهادة أحد هؤلاء الثلاثة بوثاقة راو معين طريق لاثبات ذلك بدليل انعقاد السيرة العقلائية على العمل بخبر الثقة في جميع المجالات التي احدها مجال التوثيق، وحيث ان هذه السيرة لم يثبت الردع عنها فهي ممضاة شرعا (١).

وتكفي شهادة الواحد ولا يلزم التعدد لانعقاد السيرة المتقدمة على الاكتفاء بالواحد.

وهل شهادة بعض اعلامنا المتأخرين بالوثاقة ـ كالعلّامة الحلي وابن طاووس والشهيد الثاني وابن داود ـ طريق لذلك؟ فيه خلاف نتعرض له في القسم الثاني ان شاء الله تعالى.

__________________

(١) ويأتي في النقطة الثالثة وجوه أخرى لبيان مدرك حجية قول الرجالي.

۳۴۷۱