يزال الشراة يجدون منهم القتيل بعد القتيل ولا يحتملون صدور ذلك من الشيعة لقلة عددهم وكانوا يتهمون المرجئة ويقاتلونهم، ولما وقفوا على حقيقة الأمر اخذوا في طلب الشيعة فاجتمع حريز واصحابه في المسجد فعرقبوا عليهم المسجد وقلبوا أرضه عليهم رحمهم‌الله تعالى (١).

ولحريز كتاب يعرف بكتاب الصلاة وهو من الكتب المشهورة والتي عليها المعول على ما ذكر الصدوق في مقدمة الفقيه ج ١ ص ٣.

ويدخل حماد بن عيسى يوما على الإمام الصادق عليه‌السلام ويقول له: تحسن ان تصلي يا حماد، فقال: يا سيدي انا احفظ كتاب حريز في الصلاة، فقال عليه‌السلام: لا عليك قم صل، فلما صلى صلاته التي لا تتناسب وشيعة جعفر الصادق عليه‌السلام قال عليه‌السلام: ما اقبح بالرجل منكم ان يأتي عليه ستون ستة أو سبعون سنة فما يقيم صلاة واحدة بحدودها تامة (٢).

ان الرواية المذكورة تدل على مدى أهمية كتاب حريز حتى ان حمادا كان يحفظه.

واما زرارة فهو غني عن التعريف. ويكفينا في تقريظه قول الإمام الصادق عليه‌السلام لجميل بن دراج: بشرّ المخبتين بالجنة: بريد بن معاوية العجلي وابا بصير ليث بن البختري المرادي ومحمد بن مسلم وزرارة أربعة نجباء امناء الله

__________________

(١) معجم رجال الحديث ٤: ٢٥٢.

(٢) وسائل الشيعة باب ١ من أبواب أفعال الصلاة حديث ١.

۳۴۷۱