ولكثرة احاديثهم وفساد عقيدتهم وجّه بعض الشيعة سؤالا إلى الإمام العسكري عليه‌السلام عن الموقف الذي ينبغى اتخاذه اتجاه تلك الأحاديث فاجاب عليه‌السلام: «خذوا ما رووا وذروا ما رأوا» (١).

ولأجل هذه الرواية اختار جمع من الأعلام منهم الشيخ الأنصاري ان الرواية متى ما ورد في سندها بعض بني فضال فهي حجة ويعمل بها حتى لو اشتملت على بعض الضعفاء بين بني فضّال والإمام عليه‌السلام.

وقد رفض هذا الرأي كثير من الأعلام بدعوى ان مقصود الرواية بيان ان فساد العقيدة لا يمنع من الأخذ بالرواية فهي في صدد بيان نفي المحذور من جهة بني فضّال لا أكثر.

٥ ـ رواية أحد الثلاثة

قيل بان أحد الثلاثة ـ محمد بن أبي عمير وصفوان والبزنطي ـ إذا روى عن شخص كان ذلك دليلا على وثقاته.

واستند في ذلك إلى عبارة الشيخ الطوسي في كتابه عدة الاصول: «سوّت الطائفة بين ما يرويه محمد بن أبي عمير وصفوان بن يحيى وأحمد بن محمد ابن أبي نصر وغيرهم من الثقات الذين عرفوا بانهم لا يروون ولا يرسلون إلّا عمن يوثق به وبين ما اسنده غيرهم».

ومن هنا قال المشهور ان مراسيل ابن أبي عمير ـ وهكذا صفوان والبنزنطي ـ كمسانيده.

__________________

(١) وسائل الشيعة / باب ١١ من أبواب صفات القاضي حديث ١٣.

۳۴۷۱