العكس، فهو غالبا يحذف السند ويكتفي بذكر الراوي المباشر عن الإمام عليه‌السلام فيقول مثلا: زرارة أو روى زرارة عن الإمام الباقر عليه‌السلام. ونادرا ما يذكر تمام السند. وعلل ذلك في المقدمة بقوله: وصنفت هذا الكتاب بحذف الاسانيد لئلا تكثر طرقه وان كثرت فوائده.

ومن هنا احتاج إلى ان يذكر آخر الكتاب طرقه إلى من يبتدأ بهم السند فيقول مثلا: وما رويته عن زرارة فقد حدثني به أبي عن ...

وتسمى تلك الطرق بالمشيخة جمع شيخ.

ومن المؤسف عدم ذكره طرقه إلى بعض من ابتدأ بهم السند. ومن هنا تصبح الأحاديث المذكورة مرسلة.

النقطة الثانية

ان الصدوق لم يألف كتابه كجامع لأحاديث أهل البيت عليهم‌السلام وانما الّفه كمرجع عملي للشيعة وليس كمرجع حديثي ويظهر ذلك من بعض فقرات المقدمة ومن اسلوب الكتاب نفسه.

ومن هنا برزت ظاهرة فيه، وهي انه حينما يذكر بعض الأحاديث باخذ بالتفسير أو التعليق عليها ويذكر ذلك متصلا بالحديث. ولربما يخفى ذلك على المراجع احيانا ويتخيل ان الجميع هو حديث واحد والحال ان بعضه حديث الإمام عليه‌السلام والبعض الآخر من كلام الصدوق.

وعلى سبيل المثال ذكر الصدوق في الحديث الثاني من الجزء الأول ما

۳۴۷۱