يكون [معقولنا] (١) واحدا من العقول الطوليّة الّتي هي في سلسلة علل الإنسان القريبة أو البعيدة لوجدانه كمال الإنسان وغيره من الأنواع؟ والحمل على هذا حمل الحقيقة والرقيقة (٢) دون الشائع.
وأمّا لو لم يشترط في جريان القاعدة كون الأخسّ والأشرف داخلين تحت ماهيّة واحدة نوعيّة فالإشكال أوقع.
تنبيه :
قاعدة إمكان الأشرف ـ ومفادها أنّ الممكن الأشرف يجب أن يكون أقدم في مراتب الوجود من الممكن الأخسّ ، فلا بدّ أن يكون الممكن الّذي هو أشرف منه قد وجد قبله (٣) ـ قد اعتنى بأمرها جمع من الحكماء وبنوا عليها عدّة من المسائل (٤).
__________________
(١) وما بين المعقوفين ليس في النسخ ، والأصحّ إثباته.
(٢) وهو في الواقع حمل بعض مراتب الوجود المشكّك بالتشكيك الخاصّيّ على بعض مراتب اخرى منه ، حيث كانت المرتبة العالية منها مقوّمة للمرتبة الدانية ، والدانية متقوّمة بها ، وكانت العالية واجدة لكمال الدانية ، والدانية فاقدة لكمال العالية.
(٣) كذا قال في الأسفار ٧ : ٢٤٤.
(٤) قال صدر المتألّهين ـ بعد التعرّض لمفادها ـ : «وهذا أصل شريف برهانيّ ، عظيم جدواه ، كريم مؤدّاه ، كثير فوائده ، متوفّر منافعه ، جليل خيراته وبركاته. وقد نفعنا الله سبحانه به نفعا كثيرا بحمد الله وحسن توفيقه. وقد استعمله معلّم المشّائين ومفيدهم صناعة الفلسفة في «آثولوجيا» كثيرا وفي كتاب «السماء والعالم» حيث قال ـ كما هو المنقول عنه ـ : يجب أن يعتقد في العلويّات ما هو أكرم. وكذا الشيخ الرئيس في الشفاء والتعليقات ، وعليه بنى في سائر كتبه ورسائله ترتيب نظام الوجود وبيان سلسلة البدو والعود. وأمعن في تأسيسه الشيخ الإشراقيّ إمعانا شديدا في جميع كتبه ، كالمطارحات والتلويحات ، وكتابه المسمّى بحكمة الإشراق حتّى في مختصراته كالألواح العمادية والهياكل النورية ، والفارسي المسمّى بپرتونامه ، والآخر المسمّى بيزدان شناخت». راجع الأسفار ٧ : ٢٤٤ ـ ٢٤٥. وراجع آثولوجيا : ٧٣ ـ ٧٥ ، والتعليقات للشيخ الرئيس : ٢١ ، والمطارحات : ٤٣٤ ـ ٤٣٥ ، وحكمة الإشراق : ١٥٤ ، وشرح حكمة الإشراق : ٣٦٧ ـ ٣٨٠ ، والتلويحات : ٣١ ـ ٣٢ ، ـ