١٩٩
موضوعات الحكمة الإلهيّة. ووجود المحسوس في الخارج من النفس من مصاديق هاتين المتلازمتين ، ينتقل العقل من أحدهما إلى الآخر. وهذا كما أنّ الملازمة بين الشيء وبين ثبوته لنفسه ذاتيّة ، وثبوت هذا الشيء لنفسه من مصاديقه ، والعلم به لا يتوقّف على سبب.
فقد ظهر ممّا تقدّم أنّ البحث عن المطلوب إنّما يفيد العلم به بالسلوك إليه عن طريق سببه إن كان ذا سبب (١) ، أو من طريق الملازمات العامّة (٢) إن كان ممّا لا سبب له. وأمّا السلوك إلى العلّة من طريق المعلول (٣) فلا يفيد علما البتّة (٤).
__________________
(١) وهذا يسمّى : «البرهان اللمّيّ».
(٢) وهذا يسمّى : «البرهان الإنّيّ المطلق».
(٣) وهذا يسمّى : «البرهان الإنّيّ» أو «الدليل».
(٤) مرّ ما فيه.