الثابتة ويفيد معيّة الثابت مع الامور الثابتة ويفيد معيّة الثابت الكلّيّ مع ما دونه من الثوابت ، وتسمّى : «السرمد» (١). وليس في الدهر والسرمد تقدّم ولا تأخّر ، لعدم التغيّر والانقسام فيهما.
قال في الأسفار : «وأمّا الموجودات الّتي ليست بحركة ولا في حركة فهي لا تكون في الزمان ، بل اعتبر ثباته مع المتغيّرات ، فتلك المعيّة تسمّى ب «الدهر». وكذا معيّة المتغيّرات مع المتغيّرات لا من حيث تغيّرها ، بل من حيث ثباتها ، إذ ما من شيء إلّا وله نحو من الثبات ، وإن كان ثباته ثبات التغيّر فتلك المعيّة أيضا دهريّة. وإن اعتبرت الامور الثابتة مع الامور الثابتة ، فتلك المعيّة هي السرمد. وليس بإزاء هذه المعيّة ولا الّتي قبلها تقدّم وتأخّر ، ولا استحالة في ذلك ، فإنّ شيئا منهما ليس مضايفا للمعيّة حتّى تستلزمهما» (٢). انتهى.
__________________
ـ منهما أيضا ينقسم إلى الأعلى والأسفل. أمّا الدهر الأيمن الأعلى فهو وعاء العقول الكلّيّة ، وأمّا الدهر الأيمن الأسفل فهو وعاء النفوس الكلّيّة ، وأمّا الدهر الأيسر الأعلى فهو وعاء المثل المعلّقة النوريّة ، وأمّا الدهر الأيسر الأسفل فهو وعاء الطبايع الكلّيّة.
(١) قال الحكيم السبزواريّ في شرح الأسماء الحسنى : ٧٢٢ : «فالسرمد ـ مفهوما ـ وعاء وجود الحقّ الدائم الّذي لا ماهيّة له ، فلا شيء وشيء هناك مطلقا ، فضلا عن شيء وشيء مثل ما يوجد في الكمّيّات والمتكمّمات القارّات أو السيّالات ، بل هو على حالة واحدة بسيطة ، في الأوّل بلا ابتداء والآخر بلا انتهاء».
(٢) راجع الأسفار ٣ : ١٨٢.