وقابلها المادّة. وأمّا في الحركة القسريّة ، فلأنّ القاسر ربّما يزول والحركة القسريّة على حالها ، وقد بطلت فاعليّة الطبيعة بالفعل ، فليس الفاعل إلّا الطبيعة المقسورة (١). وأمّا في الحركة النفسانيّة فلأنّ كون النفس مسخّرة للطبائع والقوى المختلفة لتستكمل بأفعالها. نعم الدليل على أنّ الفاعل القريب في الحركات النفسانيّة هي الطبائع والقوى المغروزة في الأعضاء.
__________________
(١) ولمّا كان المحرّك في الحركات القسريّة هي الطبيعة المقسورة فلا وجه لما ذكره اللاهيجيّ في شوارق الإلهام : ٢٣٥ من الفرق بين الحركة الطبيعيّة والحركة القسريّة بأنّ الجسم إن كان محلّا للقوّة الجسمانيّة فتحريكها له بالطبع وإلّا كان بالقسر. بل الحقّ أن يقال : إنّ الحركة الحاصلة إمّا ملائمة للقوّة الجسمانيّة أو لا ، فالأوّل تحريك بالطبع والثاني تحريك بالقسر.