إلاّ عدم ما لا يتألّم بفقده.
وأمّا الجاهل القاصر بالجهل المركّب فمن حيث عدم الاعتقادات الحقّة قد عرفت حاله ، ومن حيث الاعتقادات الباطلة النّاشئة من عدم الالتفات إلى حقّ سواه يرجع أمره إلى أنه معتقد للحق ومخطئ في التطبيق حيث إنه لا يرى حقّا سواه لعدم التفاته أو لقصوره عن تصوّر حقّ سواه ، فهو غير معاند للحقّ فالحق صورة اعتقاده ذاتا وما أخطأ في تطبيقه عليه مطابقه بالعرض والعرضي يزول والذّاتي لا يزول ، فلا ظلمة اكتسابيّة ذاتية له حتى يحترق بها.
هذه خلاصة الكلام فيما يقتضيه القواعد البرهانيّة الموافقة لما ورد في الشريعة الإلهيّة الناطقة بأن المستضعف ليس بمؤمن ولا بكافر وفسر المستضعف في رواية الكافي (١) عن الباقر عليه السلام : هو الذي لا يستطيع حيلة يدفع بها الكفر ولا يهتدي بها إلى سبيل الإيمان.
وفي الكافي (٢) عن الكاظم عليه السلام قال سألته عن الضعفاء فكتب إليّ الضعيف من لم ترفع إليه حجّة ولم يعرف اختلاف الناس ، فاذا عرف الاختلاف فليس بمستضعف ، هذا فتدبر.
١٧٤ ـ قوله « قده » : ومجمل القول في ذلك أن العبرة ... الخ (٣).
أما الكلام من حيث المرجّحيّة ، فتفصيل القول فيها موكول إلى مباحث التّعادل والترجيح.
وأمّا الكلام من حيث الجابريّة والموهنيّة فمجمل القول أما في الجابريّة فبأنّ دليل حجّية الخبر حيث دل على حجّية الخبر الموثوق بصدوره ، فإذا حصل الوثوق بصدور الخبر ولو من طريق غير معتبر ، فقد تحقّق موضوع الحكم وجدانا
__________________
(١) الاصول من الكافي : ٢ / ٤٠٤.
(٢) الاصول من الكافي : ٢ / ٤٠٦.
(٣) كفاية الأصول / ٣٣٢.