المقدمة الثانية : في الأمارات الغير العلمية

٥٠ ـ قوله « قده » : بيان ما قيل باعتباره من الأمارات ... الخ (١).

لكن هذا العنوان لا يعم مباحث الظن بما هو ظن كما هو الموضوع للمسألة حقيقة.

وتوهم أن جعل الظن عنوانا لهذا المقصد كي يعم الجميع غير صحيح ، لظهور الظن في الفعلي ، مع أن المبحوث عنه في غير مباحث الظن الانسدادي ظنون نوعية.

مدفوع بأن معنى ظهور الظن في الفعلي ظهوره في معنى ثبوتي والمعنى الثبوتي مطابقه حيثية ذاته حيثية طرد العدم وهو لا ينافي كون الأسباب مفيدة له ، بطبعها وبنوعها لو لا الموانع ، فالشخصية والنوعية من أوصاف أسبابه لا من أوصافه ، وظهوره في ماله مطابق فعلي لا يكون إلا بالقرينة كما لا يخفى.

نعم الحجية والاعتبار في الأمارات وصف لها بحال نفسها ، فلو جعل الظن عنوانا لهذا المقصد كان الوصف بحال متعلقه أعني سببه ، فتدبر جيّدا.

ومما ذكرنا تبين أنه لا جامع بين الأمارات والظن بما هو ، فلا بد جعل (٢) الأمارات بابا ، وجعل الظن بما هو بابا آخر.

وليعلم أيضا أن ما ذكره « قدس سره » هنا عنوانا لموضوع هذا المقصد لا ينطبق عليه شيء من التقسيمين اللذين ذكرهما في أول القطع (٣) ، إذ بناء على تقسيمه الأول ينبغي البحث عن لواحق القطع بالحكم الظاهري الفعلي ولو بالبحث عن سببه وأنه يتولد من الأمارة شرعا أم لا ، وبناء على تقسيمه الثاني

__________________

(١) كفاية الأصول / ٢٧٥.

(٢) هكذا في النسخة المطبوعة والمخطوطة بغير خط المصنف ، لكن الصحيح : فلا بد من جعل ...

(٣) كفاية الأصول / ٢٥٧.

۴۴۰۱