يعرف ذلك الطبيب من الطّرق العلميّة النظريّة.
إلاّ أن المقلّد حيث إنه تابع لمقلّده فله سعادة بتبعه ويكون محشورا معه وتحت رايته وفيه نكتة شفاعة العلماء للمتعلمين.
ثانيتهما (١) المعرفة الحاصلة بالبرهان فصاحبها منشرح القلب بنور المعرفة حقيقة ، وله السعادة بالأصالة والاستقلال ، وربما يقال : إنها مستحيلة الزوال لانبعاثها عن البرهان الذي لا يعقل له زوال.
ثالثها (٢) المعرفة الشهوديّة المعبر عنها بعين اليقين المنبعثة عن مكاشفات روحيّة بامداد إلهي وتعريف ربّاني ، وفوق هذه المرتبة مرتبة حق اليقين وهي مرتبة الاستغراق في شهود نور العظمة والكبرياء ومقام الفناء في الله والبقاء به.
إذا عرفت معنى الإيمان فالكفر يقابله تارة بتقابل العدم والملكة وهو الجهل بالله تعالى وبما يجب معرفته وأخرى بتقابل التّضادّ وهو اعتقاد خلاف الحق والواقع المعبّر عنه بالجهل المركّب ، ففي كليهما الاحتجاب عن نور الإيمان بالله وبرسوله إمّا بنفس عدم النور أو بما يضاد ذلك النور والكفر في أصل معناه الستر والاحتجاب.
وأما الشبهة المتقدّمة الباعثة على الالتزام بأمر قلبي آخر في قبال المعرفة الذي قد عرفت أن حقيقته لا يتجاوز الفرض والبناء القلبي باحضار صورة أمر حق أو باطل فتحقيق دفعها أن النفس في بدء فطرتها جوهر قابل لأن يتجلّى فيه صور حقايق الأشياء فهو في ذاته عقل هيولاني وبالتعقل يصير عقلا بالفعل.
لكنها إما بالذات أو بالعرض متفاوتة في غلبة سلطان العقل فيه على سلطان الوهم وبالعكس : فاذا غلب سلطان العقل فيه كان باكتسابه المعقولات
__________________
(١) هكذا وردت في المخطوط بخط المصنف قدس سره لكن الصحيح : ثانيتها ، لأنها المقابل لإحداها.
(٢) والصحيح : ثالثتها.