مثلا ، فإنّ الصورة النباتيّة صورة محصّلة للمادّة الثانية الّتي هي الجسم ، لها آثار فعليّة هي آثار الجسميّة والنباتيّة. ثم إذا لحقت به صورة الحيوان كانت الصورة النباتيّة جزءا من مادّتها وملكت الصورة الحيوانيّة ما كان لها من الأفعال والآثار الخاصّة. وهكذا كلّما لحقت بالمركّب صورة جديدة عادت الصور السابقة عليها أجزاء من المادّة الثانية وملكت الصورة الجديدة ما كان للصور السابقة من الأفعال والآثار ، وقد تقدّم أنّ الصورة الأخيرة تمام حقيقة النوع (١).

واعلم أيضا أنّ التركيب بين المادّة والصورة ليس بانضماميّ كما ينسب إلى الجمهور (٢) ، بل تركيب اتحاديّ كما يقضي به اجتماع المبهم والمحصّل ، والقوّة والفعل ، ولو لا ذلك لم يكن التركيب حقيقيّا ولا يحصل نوع جديد له آثار خاصّة.

__________________

(١) راجع الفصل السادس من المرحلة الخامسة.

(٢) نسب إليهم في الأسفار ٥ : ٢٨٢ ، وشرح المنظومة : ١٠٥.

۳۳۶۱