المعلوم أنّ التوقّف لا يتمّ معناه دون أن يتعلّق بمتوقّف عليه لنفسه ، وإلّا لتسلسل. وكذا الطلب والقصد والإرادة والتوجّه وأمثالها لا تتحقّق بمعناها إلّا بالانتهاء إلى مطلوب لنفسه ، ومقصود لنفسه ، ومراد لنفسه ، ومتوجّه إليه لنفسه. وإذ كان تعالى هو العلّة الاولى الّتي إليها ينتهي وجود ما سواه فهو استقلال كلّ مستقلّ وعماد كلّ معتمد ، فلا يطلب طالب ولا يريد مريد إلّا إيّاه ، ولا يتوجّه متوجّه إلّا إليه ، بلا واسطة أو معها ، فهو تعالى غاية كلّ ذي غاية.

۳۳۶۱