ان ابن أبي عمير لم يصرّح باسم الراوي الذي يروي عنه وانما عبر عنه بلفظ «عن غير واحد»، وفي مثله تعدّ الرواية مرسلة.

وقد وقع الخلاف بين الأعلام في حجية المراسيل على أقوال متعددة نذكر من بينها ما يلي: ـ

أ ـ عدم الحجية مطلقا باعتبار عدم احراز وثاقة الواسطة المبهمة.

ب ـ التفصيل بين ما إذا كان المرسل ابن أبي عمير وصفوان والبزنطي (١) فتكون الرواية حجة وبين ما إذا كان غيرهم فلا تكون حجة.

والوجه في ذلك: ان الشيخ الطوسي في العدة (٢) ذكر ان الطائفة قد عملت بمراسيل ابن أبي عمير وصفوان والبزنطي باعتبار انهم لا يروون ولا يرسلون إلّا عن ثقة، فاذا كان المرسل أحد هؤلاء كانت روايته حجة باعتبار انه لا يرسل إلّا عن ثقة، وإذا كان المرسل غيره ترفض الرواية لعدم احراز وثاقة الواسطة.

ج ـ التفصيل في خصوص مراسيل الشيخ الصدوق بين ما إذا عبّر: قال

__________________

(١) هؤلاء الثلاثة هم من اعاظم اصحابنا. فابن أبي عمير قال عنه النجاشي: «جليل القدر عظيم المنزلة فينا وعند المخالفين». ويقول عنه الشيخ الطوسي: «كان من أوثق الناس عند الخاصة والعامة وانسكهم نسكا واورعهم واعبدهم». ويمكن مراجعة ترجمته الكاملة في معجم رجال الحديث ج ١٤ ص ٢٧٩.

واما صفوان بن يحيى فقد قال عنه النجاشي: «ثقة ثقة عين». ومن الجدير مراجعة ترجمته في المعجم ج ٩ ص ١٢٣.

واما أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي فهو من اصحاب الإمام الرضا عليه‌السلام كان عظيم المنزلة عنده. وقد ترجم في المعجم ح ٢ ص ٢٣١.

(٢) راجع اواخر مبحث حجية خبر الواحد من العدة.

۳۴۷۱