والفلسفة و ... الشيء الكثير.

ويتخيل البعض ان ما قام به المجلسي من انجاز لا يعد والتجميع من مصادر متعددة، وذلك مخالف للانصاف. انه الّف كتابه في (٢٥) مجلدا من المجلدات الضخمة القديمة (١) منها ثمانية مجلدات خصصها لتاريخ أهل البيت عليهم‌السلام ومنها خمسة مجلدات في مختلف الأحكام الشرعية وبقية المجلدات في مختلف العلوم الاخرى.

وهو حينما يذكر كل باب يذكر الآيات المرتبطة بذلك الباب ويقوم بتفسيرها ثم يأخذ بايضاح القضايا المعقدّة في كل حديث مما ينبئ عن تظلعه الكامل في مختلف الفنون الإسلامية.

وهو يدهش القارئ إذا ما تصفح اجزاء الكتاب فكيف وسعه الوقت لجمع هذا التراث العظيم وكيف امكنه التأمل في كل حديث وايضاح ما التبس فيه وكيف امكنه الدخول في كل فن وكأنه صاحب ذلك الفن لا غير. انه بحق معجزة عصره بل مدى العصور.

وانّا نعتقد ان مثل هذا العمل الجبار لا يمكن لشخص انجازه إلّا إذا كان مكللا بالعنايات الإلهية ومشمولا لادعية مولانا وامام زماننا الحجة بن الحسن العسكري روحي وارواح العالمين له الفداء.

ولم يكن غرض هذا الرجل العظيم من تأليف هذا الكتاب إلّا جمع تراث أهل البيت عليهم‌السلام وحفظه من الضياع ويبقى على المراجع تحقيق حال ذلك التراث

__________________

(١) وطبع مؤخرا طبعة جديدة محققة فيما يتجاوز عن مائة مجلد.

۳۴۷۱