قال ما نصه: «وقد يعلم ذلك (١) من كتاب النجاشي فانه كان معاصرا للشيخ مشاركا له في أكثر المشايخ كالمفيد والحسين بن عبيد الله وأحمد ابن عبدون وغيرهم، فاذا علم روايته للاصل أو الكتاب بتوسط أحدهم كان ذلك طريقا للشيخ» (٢).

ويمكن التأمل في الطريقة المذكورة من ناحيتين: ـ

أ ـ ان من المحتمل ان ابن عبدون كانت لديه نسختان من كتاب ابن فضال احداهما تختلف عن الاخرى، ونقل احدى النسختين للشيخ الطوسي بواسطة ابن الزبير والنسخة الاخرى للنجاشي بواسطة غيره. ومع وجود هذا الاحتمال فلا يمكن الجزم بان كل ما حدث به ابن عبدون النجاشي فقد حدث به الشيخ الطوسي. ولا يلزم من اختلاف نقله كذبه مادامت النسخة مختلفة.

وإذا قلت: ان أحاديث ابن فضال التي سمعها من الإمام عليه‌السلام مادامت واحدة فمن أين جاء اختلاف النسختين؟

قلت: ان ذلك له مناشئ منها ان يكون ابن الزبير باعتبار عدم ثبوت وثاقته قد زاد في نسخته التي استلمها من ابن فضال أو حرّفها.

ب ـ ان الطريقة المذكورة لو تمت كبرويا فهي ليست تامة صغرويا، أي ان الاستشهاد لها بالمثال المتقدم غير تام لعدم كون استاذ الشيخ النجاشي في

__________________

(١) أي طريق الشيخ الطوسي.

(٢) رجال السيد بحر العلوم ٤: ٧٥.

۳۴۷۱