ورواية محمد بن الحسن بن أبي خالد قلت لأبي جعفر الثاني عليه‌السلام:

جعلت فداك رووا عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما‌السلام وكانت التقية شديدة فكتموا كتبهم ولم ترو عنهم فلما ماتوا صارت الكتب الينا فقال: حدثوا بها فانها حق (١).

والتأمل في دلالة الروايات المذكورة واضح، فانها وان دلت على حجية نقل الأخبار ووجوب قبوله في الجملة ـ وإلّا فلا معنى لجعل منزلة الرجل دائرة مدار قدر روايته ولما كان معنى للحث على نقلها بلسان حدّثوا بها فانها حق ـ إلّا انها لا تدل على حجية كل نقل. وهل يحتمل ان أهل البيت عليهم‌السلام يأمروننا باتباع كل خبر بما في ذلك خبر الفاسق والقرآن الكريم يقول: ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا.

وإذا قيل ان قوله عليه‌السلام «حدثوا بها فانها حق» يدل على حقانية جميع الأحاديث الموجودة في كتب الأصحاب المتقدمين.

كان الجواب: ان الرواية تدل على ان جميع ما صدر من الإمامين الباقرين عليهما‌السلام واودع في الكتب فهو حق. وهذا امر صحيح نلتزم به. وهل يحتمل ان شيعيا لا يلتزم بحقانية ما صدر عن أئمته عليهم‌السلام!!!

إلّا ان المشكلة هي انه كيف نثبت ان جميع ما هو موجود في الكتب الأربعة قد صدر من الأئمة عليهم‌السلام وهو حق ويجب التحدث به؟ ان الحديث السابق يدل على ان ما صدر عنهم عليهم‌السلام فهو حق لا ان كل ما هو موجود في الكتب الأربعة حق وصدر منهم عليهم‌السلام.

__________________

(١) المصدر السابق: ص ٥٣.

۳۴۷۱