والأدلة على جابرية الشهرة لضعف السند متعددة. وهي:

أ ـ ان موافقة الشهرة الفتوائية للخبر نحو تبين عن صدقه، وهو مما يكفي في ثبوت الحجية لأن الآية الكريمة قالت: ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا، والمفهوم منها انه مع التبين عن خبر الفاسق واتضاح انه صادق يكون حجة ويجب الأخذ به.

واورد السيد الخوئي في مصباح الاصول (١) على ذلك بان الشهرة الفتوائية إذا لم تكن في نفسها حجة فضمها إلى الخبر لا يوجب تحقق التبين عنه، لأن التبين لا يتحقق إلّا بما هو حجة.

ب ـ ان عمل المشهور بخبر يكشف عن توثيقهم لرواته وإلّا لم يعملوا به، ومع توثيقهم لرواته يكون حجة.

وفيه: ان عمل المشهور بخبر لا يدل على توثيقهم لرواته، إذ عملهم به يمكن ان يكون من ناحية اقترانه في نظرهم ببعض القرائن التي لو اطلعنا عليها لرفضناها.

ج ـ ان شهرة العمل برواية توجب الاطمئنان بصدورها وصحتها.

وهذا الكلام جيد إذا كانت شهرة العمل ثابتة لدى الطبقة المتقدمة من علمائنا الذين عاصروا الغيبة الصغرى أو قاربوا عصرها.

إلّا ان المشكلة في كيفية احراز استنادهم اليها، فالطبقة المتقدمة لو

__________________

(١) مصباح الاصول ٢: ٢٠١.

۳۴۷۱