وكلائهم عليهم‌السلام قد صدر الذم في حقهم.

وقد عقد الشيخ الطوسي قدس‌سره في كتابه الغيبة بابا خاصا للوكلاء الذين صدر الذم في حقهم.

ويحدثنا عند تعرضه للواقفة ان أول من اظهر هذا الاعتقاد علي بن أبي حمزة البطائني وزياد بن مروان القندي وعثمان بن عيسى الرواسي طمعوا في الدنيا ومالوا إلى حطامها واستمالوا قوما فبذلوا لهم شيئا مما اختانوه من الأموال.

وقد روي عن الرضا عليه‌السلام ان البطائني اقعد في قبره بعد ما دفن فسأل عن الأئمة عليهم‌السلام فاخبر باسمائهم حتى انتهى إليّ فسئل فوقف فضرب على رأسه ضربة امتلاء قبره نارا (١).

هذا والصحيح دلالة الوكالة على الوثاقة لأن السيرة العقلائية قد جرت على عدم توكيل شخص في قضية معينة إذا لم يحصل الوثوق الكامل بصدقه وعدم تعمده للكذب. وجرّب ذلك من نفسك تجد صدق ما نقول.

وإذا قيل اذن كيف تفسرون الذم الصادر في حق كثير من الوكلاء؟

اجبنا بان الانحراف قد حصل لهم بعد منحهم الوكالة فكم شخص نثق به ونمنحه الوكالة وبعد ذلك ينحرف.

وإذا قيل ان توكيل شخص في مجال معين يقتضي وثاقته في ذلك المجال

__________________

(١) معجم رجال الحديث ١١: ٢١٧.

۳۴۷۱