يكرم ، ويسند فعل ما لم يسمّ فاعله إلى المفعول به سواء كان بلا واسطة نحو : ضرِبَ زيد ، أو مع واسطة نحو : مُرَّ بعمروٍ ، إلّا إذا كان ذلك المفعول به المفعول الثاني في باب علمت أي في أفعال القلوب فإنّه لا يسند إليه فلا يقال في علمت زيداً فاضلاً ، علم فاضل زيداً ، لأنّ المفعول الثاني في أفعال القلوب مسند إلى الأوّل فلو أقيم مقام الفاعل لصار مسنداً إليه والشيء الواحد لا يكون مسنداً ومسنداً إليه في حالة واحدة. ويعلم من ذلك أنّه لا يجوز أيضاً إسناده إلى المفعول الثالث في باب أعلمت لأنّه في الحقيقة هو الثاني في باب علمت وإنّما قيّد بالثاني لأنّه يجوز أن يسند إلى الأوّل في باب علمت وإليه وإلي الثاني في باب أعلمت لأنّ الأوّل في باب علمت والثاني في باب أعلمت مسنداً إليهما.

وإذا اُقيما مقام الفاعل يكونان مسنداً إليهما أيضاً والأوّل في أعلمت ليس بمسند ولا مسند إليه وإذا اُقيم مقام الفاعل يصير مسنداً إليه ولا امتناع في شيء من ذلك وإنّما قيّد الثاني بباب علمت احترازاً من الثاني في غيره ممّا لا يكون مفعوله الثاني عبارة عن الأوّل نحو : أعطيت زيداً درهماً ، فإنّه يجوز أن يقال : اُعطي درهم زيداً واُعطي زيد درهماً لأنّ مفعولي أعطيت ليسا بمبتدأ وخبر فلا يكون ثانيهما مسنداً إلى الأوّل فلا يلزم محذور لكن المفعول الأوّل أولى من الثاني لأنّ الأوّل آخذ أعني زيداً والثاني مأخوذ أعني درهماً. ويسند أيضاً إلى المصدر نحو : سيرَ سَيْرٌ شَديدٌ ، وإنّما وصف المصدر ليعلم أنّه لا يجوز إقامة المصدر التأكيدي مقام الفاعل من غير وصف إذ لا فائدة في ذلك لأنّ الفعل يدلّ وحده على ما يدلّ عليه المصدر التأكيدي وحذف الفاعل وإقامة المفعول مقامه ينبغي أن يفيد فائدة متجدّدة ويسند أيضاً إلى الظرفين أعني ظرف الزمان نحو : سيرَ يَوْم كذا ، وظرف المكان نحو : سير فرسخان.

۶۳۲۱