واعلم أنّ اللفظ الّذي يراد أن يجمع جمع المذكّر السالم إمّا أن يكون اسماً أو صفة فإن كان اسماً فشرطه أن يكون مذكّراً علماً عالماً فلا يقال : هندون لانتفاء التذكير ، ولا رجلون لانتفاء العلميّة ، ولا أعْوَجُون في أعوج ، وهو علم فرس لانتفاء العالميّة ، وإن كان صفة فشرطه أن يكون مذكّراً عالماً فلا يقال : مسلمون في مسلمة لانتفاءِ الذكوريّة ولا كميتون في كُمَيْت لانتفاء العالميّة.

قال : أو ألف وتاء في المؤنّث وتكون مضمومة في الرفع ومكسُورة في النصب والجرّ كمسلمات وهندات.

أقول : لمّا ذكر المصحّح من الجمع المذكّر أراد أن يذكره من الجمع المؤنّث فقال : أو ألف وتاء أي المصحّح اسم لحقت آخره ألف وتاء في جمع المؤنّث وتكون تلك التاء مضمومة في الرفع ومكسورة في النصب والجرّ كمسلمات في الصفة وهنداتٍ في الاسم ، وإنّما كانت التاء مكسورة في النصب والجرّ لأنّ جمع المؤنّث فرع لجمع المذكّر ، وقد عرفت أنّ النصب في الجمع المذكّر محمول على الجرّ فلو لم يحمل في الجمع المؤنّث للزم للفرع مزيّة على الأصل.

قال : ومكسّر وهو ما يتكسّر فيه بناء الواحد كرجال وأفراس ويعمّ ذوي العلم وغيرهم.

أقول : لمّا بين الجمع المصحّح شرع في المكسّر فقوله : ومكسّر ، عطف على قوله : مصحّح ، أي المجموع إمّا مصحّح كما مرّ أو مكسّر وهو الّذي يتكسّر أي يتغيّر فيه بناء الواحد فيه كرجال في رجل وأفراس في فرس ، فإنّ بناء رجل وفرس قد تغيّر في الجمع ويعمّ جمع المكسّر ذوي العلم وغير ذوي العلم ولذلك مثّل بمثالين.

۶۳۲۱