الّتي تظهر في المصغّر تدلّ على أنّ المكبّر مؤنّث وهذا الدليل إنّما يكون في الثلاثي لا في الرباعي ، ومن الدلائل المشتركة بينه وبين غيره تأنيث الفعل كقوله تعالى : «وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا» (١) و «وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ» (٢) والصفة كقوله تعالى : «فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ» (٣) و «وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ» (٤) والإشارة كقوله تعالى : «هَـٰذِهِ النَّارُ الَّتِي» (٥) و «قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي» (٦) والإضمار كقوله تعالى : «وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا» (٧) و «وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا» (٨) والخبر كقوله تعالى : «يَدُ اللَّـهِ مَغْلُولَةٌ» (٩) و «إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ» (١٠) والحال كقوله تعالى : «وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً» (١١) وقولنا : سقتنا السماء ممطرة.

قال : وممّا يستوي فيه المذكّر والمؤنّث فعول وفعيل بمعنى مفعول نحو : حلوب وقتيل وبغيّ وجريح.

أقول : من الأسماء الّتي يستوي فيه المذكّر والمؤنّث فعول كحَلوب وبغيّ فإنّه يقال رجل حلوب وبغيّ أي حالب وباغٍ بمعنى زانٍ وامرأة حلوب وبغيّ أي حالبة وباغية بمعنى زانية. وأصل بغيّ بغوي قلبت الواو ياءً واُدغمت الياء في الياء وكسر ما قبلها. وفعيل بمعنى مفعول كقتيل وجريح فإنّه يقال رجل قتيل وجريح أي مقتول ومجروح ، وامرأة قتيل وجريح أي مقتولة ومجروحة ، وإنّما قال في الفعيل بمعنى المفعول لأنّه إذا كان بمعنى الفاعل يجب إلحاق التاء في المؤنّث نحو : امرأة قتيلة وجريحة أي قاتلة وجارحة ،

____________________________

(١) الزلزلة : ٢.

(٥) الطور : ١٤.

(٩) المائدة : ٦٤.

(٢) النازعات : ٣٦.

(٦) يوسف : ١٠٨.

(١٠) الانشقاق : ١.

(٣) الغاشية : ١٢.

(٧) الذاريات : ٤٨.

(١١) الأنبياء : ٨١.

(٤) البروج : ١.

(٨) الذاريات : ٤٧.

۶۳۲۱