زيدٌ ، وساءَ يجري مجرى بِئس.

أقول : حَبَّ أصله حَبُبَ بضمّ العين فادغم ثمّ ركّب مع فاعله وهو ذا للتخفيف فصارا كالكلمة الواحدة ومعناه صار محبوباً جدّاً وإنّما لم يجعله من أفعال المدح بل جعله جارياً مجرى نعم لامتيازه باُمور :

منها : أنّ فاعله لا يكون إلّا ذا لأنّ الغرض أعني الإبهام في المدح يحصل به فإنّه من المبهمات.

ومنها : أنّه لا يثنّى ولا يجمع ولا يؤنّث لأنّه كالمثل والأمثال لا تتغيّر.

ومنها : أنّه لا يجب ذكر التفسير بعد إضمار فاعله بل يجوز أن يقال : حبّذا رجلاً زيدٌ ، وحبّذا زيدٌ بخلاف نِعْمَ فإنّه يجب ذلك التفسير فيه لأنّ الفاعل في حبّذا مذكور وفي نِعْمَ مستتر فجعل ذكر التمييز في نِعْمَ كالبدل عنه وهذا الاستعمال أعني حبّذا الرجل زيد إنّما هو عند من لم يجعل «ذا» فاعلاً له بناء على أنّه صار كالجزء منه بالتركيب فخرج عن الفاعليّة ، وأمّا من يجعل «ذا» فاعلاً له فلا يأتي بعده فاعلاً بلفظ الرجل لأنّ الفاعل لا يكون إلّا واحداً.

وساءَ يجري مجرى بئس نحو : ساءَ الرجل زيد ، وساء مثلاً القوم ، وإنّما لم يجعله من أفعال الذمّ لأنّه ربّما يستعمل من غير استعمال بئس فيقال في الخبر : ساءني فلان بمعنى نقيض سرّني بخلاف بئس فإنّه لا يستعمل إلّا في الإنشاء.

قال : فعلا التعجب وهما : «ما أفعل زيداً» و «أفعل به». ولا يبنيان إلّا من الثلاثي المجرّد ليس بمعنى افعلّ وافعالّ.

أقول : لمّا فرغ من الصنف العاشر شرع في الصنف الحادي عشر أعني فعلي

۶۳۲۱