جاءت ، وكذلك إذا كان لجمع المذكّر الغير العاقل نحو : الأيّام مضين ومَضَت.

قال : ونحو : النخل والتمر ممّا يفرق بينه وبين واحده بالتاء يذكّر ويؤنّث.

أقول : أسماء الأجناس إذا اُطلقت واُريد بها الجنس فلا يدخلها التاء وإذا اُطلقت واُريد بها واحد من ذلك الجنس يدخلها التاء فأراد أن يشير إلى حكم ذلك الجنس في التذكير والتأنيث فقال : ونحو النخل والتمر من أسماء الأجناس الّتي يفرق بين جنسها وبين الواحد من جنسها بالتاء يذكّر ويؤنّث فإنّ النخل والتمر إنّما يقال للجنس والنخلة والتمرة للواحد منه ويجوز في الصفة الّتي للجنس التذكير والتأنيث أمّا التذكير فلأنّ اللفظ مذكّر وأمّا التأنيث فلأنّهما بمعنى جماعة النخل وجماعة التمر وقد ورد في القرآن والأمثلة قال الله تعالى : «كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ» (١) و «أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ» (٢) ويقال : تمر طيّب وتمرٌ طيّبة.

قال : المصغّر وهو ما ضمّ أوّله وفتح ثانيه وزيد قبل ثالثه ياء ساكنة.

أقول : لمّا فرغ من الصنف العاشر والحادي عشر شرع في الصنف الثاني عشر أعني المصغّر ، فعرّفه بما عرّفه وهذا التعريف إنّما هو للمتمكّن من الأسماء المصغّرة وإنّما قال ضمّ أوّله لأنّه فرع للمكبّر كالمبنيّ للمفعول فرع للمبنيّ للفاعِل فكما أنّ أوّل ذلك مضموم ضمّ أوّل هذا وإنّما فتح ثانيه لأنّه ربّما لا يحصل الفرق بين المصغّر والمكبّر بضمّ أوّله نحو : قفل وإنّما زيدت الياء لأنّه قد لا يحصل الفرق أيضاً بدونها كما في صُرَد بضمّ الصاد

____________________________

(١) الحاقّة : ٧.

(٢) القمر : ٢٠.

۶۳۲۱