الانتزاعي موجودا بالقوّة ومنشأ (١) موجود بالفعل ، ونحو وجود الأمر الانتزاعي نحو وجود المقبول بوجود القابل خارجا وفعليّة ، بحيث يكون له نحو وجود يختص به بفعليّة الاعتبار والانتزاع ، وبهذه الملاحظة يكون من الاعتباريات لا من الواقعيات.

والمفروض أن المنشأ ليس إلا الإنشاء بداعي جعل الداعي فقط ، وحيث لا منشأ حقيقة لانتزاع البعث الأكيد ، فلا هو موجود بوجوده ، ولا يعقل انتزاع ما لا منشأ له ، فتدبّر جيّدا.

٢٩ ـ قوله « قده » : في مرتبة أخرى منه أو مثله ... الخ (٢).

فاذا كان القطع بالإنشاء الواقعي من متممات السبب السابق كان الحكم الفعلي فعليّة ذلك الحكم المنشئ.

وإن كان بنفسه سببا من غير دخل للمصلحة الداعية إلى الحكم الواقعي كان هذا الحكم مماثلا للحكم الفعلي الذي كان المورد في سبيل الترقّي والبلوغ إليه.

لكنه يشكل بأن الإنشاء الذي قطع به السبب لحكم فعلي مماثل : إن كان انشاء بلا داع فهو محال ، لأنه من الأفعال الاختيارية فيستحيل صدوره بلا داع.

وإن كان انشاء بداعي جعل الداعي فلا محالة إذا قطع به يبلغ مرتبة الفعلية ، فيلزم اجتماع الحكمين الفعليّين.

وإن كان إنشاء لغير داعي جعل الداعي من سائر الدواعي ، فهو مصداق لذلك الداعي.

فالإنشاء بداعي الإرشاد إرشاد وبداعي الامتحان امتحان ، ويستحيل أن ينقلب عما هو عليه ، فيصبر بعثا حقيقيّا وحكما فعليّا.

__________________

(١) هكذا في المطبوع والصحيح : ومنشأه.

(٢) كفاية الأصول / ٢٦٧.

۴۴۰۱