البعث والتحريك الخارجي بخارجيّة منشأ انتزاعه.

وأما لو كان الحكم عبارة عن نفس الإرادة والكراهة ، فلا يلزم منه اجتماع المثلين بناء على أصالة الوجود وبقاء حقيقة العرض عند الحركة والاشتداد ، فان ذات الإرادة المقطوع بها باقية عند تأكدها ، فلا يلزم الخلف بانعدامها ولا اجتماع المثلين ببقائها وتأكدها ، والإرادة الموجودة من الأول إلى الآخر موجود واحد مستمرّ ينتزع عنها مرتبة ضعيفة في أول أمرها ومرتبة شديدة في آخر أمرها.

ولا يخفى عليك أن التحريك التنزيلي المنتزع عن الإنشاء بداعي جعل الداعي وإن كان يصح اعتبار الشّدّة والضعف فيهما (١) كما في التحريك الحقيقي الخارجي لكن لا بنحو الحركة والاشتداد ، بداهة أن الإنشاءين الصادرين لجعل الداعي ليس بينهما اتصال في الوجود الوحداني ، كي يجري فيهما الحركة والاشتداد ، وإن كان يختلف قول الطبيعة على أفراد التحريك التنزيلي بالشدة والضعف ، فيقال : إن وجوب الصلاة أشد وأقوى من وجوب غيرها.

ولو فرض فيما نحن فيه تأكد الداعي وتأكد الإرادة وصدور التحريك المنزل منزلة التحريك الشديد ، وسقوط الإنشاء السابق عن كونه محركا كان خلفا ، وإلا لكان من اجتماع المثلين.

وأما انتزاع البعث الأكيد عقلا من مجموع الإنشاءين ، فلا يلزم الخلف ولا اجتماع المثلين غير (٢) صحيح ، لأن خارجيّة الأمر الانتزاعي بخارجيّة منشأ انتزاعه ومجموع الإنشاءين واحد بالاعتبار لا بالحقيقية فلا منشأ انتزاع (٣) البعث الأكيد حقيقة حتى يتحقّق البعث الأكيد انتزاعا.

وانتزاع معنى من منشئه ليس جزافا بل لاقتضاء المنشأ فكان المعنى

__________________

(١) والصحيح : فيه.

(٢) والصحيح : فغير.

(٣) هكذا في المطبوع لكن الصحيح : لانتزاع.

۴۴۰۱