تنزيل منزلة الواقع لا الواقع المعلوم.

وتوهم أنه يفيد تنزيل المأخوذ من الراوي بما هو مأخوذ منه منزلة الواقع الواصل نظرا إلى أن الأخذ لازمه الوصول ، فيكون كناية عن الوصول.

مدفوع بأن الدليل إن كان متكفلا لتنزيل الأخذ من الراوي منزلة أخذ الواقع صح أن يتوهم ترتّب الأثر على الوصول.

وكذا لو دل على ترتيب الأثر على الأخذ بأن يقول رتب أثر أخذ الواقع على الأخذ من الراوي مثلا أمكن أن يكون كناية عن ترتيب أثر وصول الواقع.

وأما إن كان الدليل متكفلا للأمر بالأخذ ، فلا ، لأن الوصول الذي هو لازمه غير قابل للأمر به حتى يكون الأمر بالأخذ كناية عن الأمر بلازمه.

والمفروض أن قوله عليه السلام : نعم بعد السؤال المذكور في قوّة قوله خذ معالم دينك من يونس بل الأمر بالأخذ كناية عن الأمر بالعمل ، حيث إن العمل لا يكون بلا أخذ والأخذ للعمل ، فيكون الأخذ العملي كالتصديق العملي ، وكالنقض عملا أو الإبقاء عملا.

مع أن اعتبار الأخذ في المنزل عليه بلا وجه ، بل غايته تنزيل المأخوذ بما هو مأخوذ منزلة معالم الدين ، لا منزلة معالم الدين المأخوذة ليكون تنزيلا للواصل منزلة الواصل.

والعمدة في الفرق بين تنزيل المؤدّى منزلة الواقع أو منزلة الواقع الواصل ملاحظة حال المنزل عليه ، وإلا فيمكن أن يكون التنزيل بلحاظ الواقع فقط ، ومع ذلك كان لقيام الأمارة دخل في جعل الحكم المماثل ، كما هو كذلك بناء على سببيّة الأمارات في قبال طريقيّتها.

وكذا في دلالة التنزيل منزلة الواقع قوله عليه السلام فما أدّيا عنّي فعنّي يؤدّيان (١) فانّ نفس التأدية من الامام عليه السلام واضحة لا يحتاج إلى التنزيل ،

__________________

(١) الأصول من الكافي : ١ / ٣٣٠.

۴۴۰۱