١٧٢ ـ قوله « مد ظلّه » : ومثل آية النفر إنّما هو بصدد بيان الطريق ... الخ (١).

لا يخفى عليك أنّ آية النّفر في نفسها لها الدّلالة على أصل وجوب التّفقّه في الدين ، غاية الأمر أن الدّين حيث إنه يحتمل أن يراد منه خصوص الأحكام العمليّة ، فلذا استشهد شيخنا العلاّمة الأنصاري رحمه الله (٢) بما ورد في تفسيرها من شمول التّفقّه في الدّين للتفقه في الأمور الاعتقاديّة كمعرفة الإمام عليه السلام.

وما ورد في هذا الباب مختلف : فبعضه كما أفاده شيخنا الأستاد « قدس سره » في مقام بيان الطريق إلى المعرفة كما في صحيحة (٣) يعقوب بن شعيب قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام : إذا حدث على الإمام كيف يصنع الناس قال عليه السلام : أين قول الله عزّ وجل : ( فَلَوْ لا نَفَرَ ... ) إلى آخره.

وبعضه يدل على وجوب المعرفة وعدم العذر في تركها كما في صحيحة محمد بن مسلم (٤) عن أبي عبد الله عليه السلام وفيها قلت : افيسع الناس إذا مات العالم أن لا يعرفوا الذي بعده؟ فقال عليه السلام : أمّا أهل هذه البلدة فلا ، يعني أهل المدينة ، وأمّا غيرها من البلدان فبقدر مسيرهم إن الله عزّ وجل يقول : ( فَلَوْ لا نَفَرَ ... ) إلى آخره.

فظاهر صدرها السّؤال عن وجوب معرفته والمعذوريّة في تركها ، ومن المظنون قويّا أن الاستشهاد بالآية لبيان المعذوريّة بمقدار المسير الذي هو لازم

__________________

(١) كفاية الأصول / ٣٣٠.

(٢) فرائد الأصول المحشى ١ / ١١٧ و ١١٨.

(٣) الأصول من الكافي ١ / ٣٧٨.

(٤) الأصول من الكافي ١ / ٣٨٠.

۴۴۰۱