المرسلين صلّى الله عليه وآله.

أقول : إذا كان اللازم في الأمور الاعتقاديّة مجرد التّديّن والالتزام به قلبا وأنّ تحصيل العلم والمعرفة أمر به في بعض الأمور الاعتقاديّة كما هو صريح كلامه وصحيح مرامه زيد في علوّ مقامه ، فالقسم الثاني مما لا محصّل له لأنه لا دليل عقلا ولا نقلا على وجوب تحصيل العلم بما أخبر به النّبي صلّى الله عليه وآله ، ولو فرض فاللازم تحصيل العلم بكل ما أتى به النّبي صلّى الله عليه وآله وأخبر به سواء كان من الأمور الاعتقاديّة أو الأحكام العمليّة ، فتخصيص بعض ما أخبر به بذلك بلا مخصّص.

نعم الالتزام بما أخبر به وعدم إنكاره حيث إنّه يرجع إلى عدم الإقرار بأنه رسول فيما أرسل به لازم ، وليس الكلام فيه على الفرض ، بل الكلام في تحصيل العلم بما أخبر به وهو على الفرض غير الالتزام به على الإجمال إذا لم يعلم به تفصيلا وعلى التّفصيل فيما إذا اتّفق العلم به تفصيلا.

وتحقيق المقام أن وجوب العلم بالمعاد واليوم الآخر يتصور على وجوه ثلاثة :

أحدها العلم به على حدّ معرفة الله تعالى بحيث يكون وجوبه نفسيّا بما هو هو.

ثانيها العلم به بعنوان عارض كعنوان أنّه من ضروريّات الدّين ومما أتى به الكتاب المبين وأرسل به سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله.

وثالثها العلم به من حيث إنه مقدّمة للاتيان بالواجبات والتّجنّب عن المحرّمات.

أما الأوّل فمعرفة اليوم الآخر بخصوصياته ليس كمعرفة الله تعالى بحيث يكون كمالا نفسانيّا تكون صورة نورانيّة للنفس ، ويكون وجودا نوريّا إضافيّا للمبدا بصفاته وحياة للنفس وموجبا للابتهاج بشهوده تعالى أبدا في

۴۴۰۱