ذكره « قدس سره ».

فمورد المناقشة من وجهين :

أحدهما ما أفاده « قدس سره » من الالتذاذ والتألم والاستعجاب والاستغراب للقوة العاقلة على حد سائر القوى كيف وهي رئيسها.

وذلك لما مر منا من أن القوة العاقلة لا شأن لها إلا إدراك المعاني الكلّية.

والتذاذ كل قوة وتألّمها إنما يكون بإدراك ما يناسب المدرك أو يضاده.

مثلا التذاذ الحواس الظاهرة بتكيّف الحاسة بالكيفيّة الملموسة الشهيّة أو الحلاوة أو الرائحة الطيّبة أو النغمة المطربة.

وتألمها بعكس ذلك.

كما أن التذاذ القوة المتخيّلة بتخيل اللذات الحاصلة أو المرجوّة الحصول.

وتألّمها بتخيّل أضدادها.

والتذاذ القوة المتوهمة بإدراك الآمال المطلوبة والأماني المرغوبة.

وتألمها بإدراك أضدادها.

وأما لذة العاقلة بما هي عاقلة ، فبأن يتمثّل لها ما يجب تحصيله من الكمالات من أنواع المعارف والمطالب الكليّة النافعة في نظام أمور دينه ودنياه ، وآخرته.

وتألّمها بفقدها مع القدرة على تحصيلها وإهمالها ، فان فقد ما هو كمال للقوة العاقلة يؤلمها دون ما هو أجنبي عنها ، وإدراك الظلم الكلي والعدل الكلي بتجريدهما عن الخصوصيات ودخولهما في المعقولات المرسلة إن لم يكن كمالا للقوة العاقلة لم يكن نقصا لها حتى يؤلمها.

وبالجملة أفراد الإحسان أو الاساءة خارجا كل منهما له مساس بقوة من القوى وعند نيله خارجا يحصل لتلك القوة انبساط من نيل الإحسان خارجا أو انقباض من نيل الاساءة ، سواء كان مستحقا لذلك الإحسان أو لتلك الاساءة

۴۴۰۱