للبعث فلا محالة لا ينطبق على ما أفاده هذا التقريب بل التقريب المتقدم.
٦٠ ـ قوله « قده » : وإن لم يحدث بسببها إرادة أو كراهة في المبدأ ... الخ (١).
ظاهر العبارة وإن كان عدم ثبوت الإرادة والكراهة مطلقا حتى في الحكم الحقيقي في المبدأ الأعلى إلا أن غرضه « قدس سره » كما يكشف عنه آخر كلامه وما تقدم منه في مبحث الطلب والإرادة ، وصرح به في مباحث أخر أن حقيقة الإرادة والكراهة ليست إلا العلم بالمصلحة والمفسدة : فان كانتا بلحاظ نظام الكل كانت الإرادة والكراهة تكوينيّتين. وإن كانتا بلحاظ خصوص أفعال المكلفين كانت الإرادة والكراهة تشريعيّتين ، فليس للإرادة والكراهة مطلقا مصداق فيه تعالى ، إلا العلم بالمصلحة والمفسدة.
وقد نبهنا على ما فيه في مبحث الطلب والإرادة مفصلا (٢). ومجمله أن المفاهيم متخالفة لا مترادفة ، والرجوع الواجب في صفات الواجب هو الرجوع من حيث المصداق ، ومرجع جميع الصفات ذاته الأقدس تعالى وتقدس.
وكما أن حقيقة العلم نحو من الحضور ، وهو تعالى حاضر ذاته لذاته وبتبع حضور ذاته لذاته يعلم مصنوعاته ، كذلك هو عزّ اسمه وجود صرف والوجود المحض محض الخير والخير المحض محض الرضا والابتهاج والمحبة ، ومن أحب شيئا أحب آثاره (٣)
__________________
(١) كفاية الأصول / ٢٧٧.
(٢) نهاية الدراية ١ : التعليقة ١٥١.
(٣) فإن المراد بالذات في مرتبة الذات نفس الذات ولا يعقل أن يكون شيء مرادا بالعرض إلا ما يوجد في دار الوجود بتبع الذات فما يكون مأمورا به إنما يكون مرادا بالإرادة الذاتية إذا كان مما يوجد في الخارج لدخله في النظام التام وهو حينئذ مراد بالإرادة التكوينيّة.
وأما ما لا يوجد في الخارج وإن كان مأمورا به فهو لا يعقل أن يكون مرادا بتبع مرادية