وَإن تَرَكَهُ وَاللهِ أثِمَ » (١).
بل نجد في بعض الروايات أكثر من ذلك ، حيث يلاحظ أنهم لا يقتصرون في تطبيق مبدأ التقية على أنفسهم بل يأمرون الأصحاب بالتمسك به أيضا في أقوالهم وسلوكهم.
فقد روي عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي الحسن الرضا ٧ قال : « قَالَ أبُو جَعفَر ٧ في القُنُوتِ إن شِئتَ فَاقنُت وَإن شِئتَ فَلا تقنُت. قَالَ أبُو الحَسَنِ : وَإذَا كَانَتِ التّقِيّة فَلا تُقنِت وَأنَا أتَقَلّدُ هذَا » (٢) وعن عبد الله بن زرارة قال : « قَالَ لي أبُو عَبدِ اللهِ ٧ : اقرَأ مِنّي عَلى وَالِدِكَ السّلامَ وَقُل إنّمَا أعِيبُكَ دِفَاعاً مِنّي عَنكَ ، فَإنّ النّاسَ وَالعَدُوّ يُسَارِعُونَ إلى كُلّ من قَرّبنَاهُ وَحَمِدنَاهُ مَكَانَهُ بإدخَالِ الأذَى فِيمَن نُحِبّهُ وَنُقَرّبُهُ ( إلى أن قال ) وَعَلَيكَ بالصّلاةِ السّتّةِ وَالأربَعِين ، وَعَلَيكَ بالحَجّ أن تَهِلّ بالإفرادِ وَتَنوِي الفَسخَ إذَا قَدِمتَ مَكّةَ فَطُفتَ وَسَعَيتَ فَسَختَ مَا أهلَلتَ بِهِ وَقَلَبتَ الحَجّ عُمرَةً ... ( إلى أن قال ) هذَا الّذِي أمَرنَاكَ بِهِ حَجّ التّمَتّع فَالزم ذَلِكَ وَلا يَضِيقُ صَدرُكَ ، وَالّذي أتَاكَ بِهِ أبُو بَصِير مِن صَلاة إحدَى وَخَمسِينَ وَالإهلالِ بالتّمَتّعِ بالعُمرَةِ لي الحَجّ وَمَا أَمَرنَا بِهِ مِن أن يَهِلّ بالتّمَتّعِ ، فَلِذَلِكَ عِندَنَا مَعَانٍ وَتَصَارِيفُ لِذلِكَ مَا تَسَعُنَا وَتَسَعُكُم ، وَلا يُخَالِفُ شَيءٌ مِنْ ذَلِكَ الحَقّ وَلا يُضَادّهُ وَالحَمدُ للهِ رَبّ العَالَمِينَ » (٣).
وعن معاذ بن مسلم النحوي ، عن أبي عبد الله ٧ « قال : بَلَغَني
__________________
(١) وسائل الشيعة باب ـ ٩ ـ من أبواب صفات القاضي.
(٢) وسائل الشيعة باب ـ ٤ ـ من أبواب القنوت.
(٣) وسائل الشيعة ب ـ ٥ ـ من أبواب أقسام الحج.