الأظهَرُ والظاهِر

ويعني بهما في المقام الدلالتان المتنافيتان اللتان تمتاز إحداهما على الأخرى بالأقوائية أو الصراحة. وهما أيضا تارة : يكونان متصلين في كلام واحد ، وأخرى : يكونان في كلامين منفصلين. وقد ذهبوا إلى تقديم الأظهر على الظاهر في كلا القسمين.

أما القسم الأول ، أي المتصلان ، فقد ذهبوا فيه إلى أن الأظهر يهدم ظهور الظاهر. ويمكن تخريج ذلك فنياً بأحد وجوه.

الأول ـ افتراض وقوع التزاحم بين المقتضيين للظهور التصوري من كل منهما في مقام التأثير لتعيين الصورة النهائيّة المستقرة في الذهن من اللفظ فيتغلب المقتضي الأقوى في مقام التأثير الّذي يتمثل في الأظهر بحسب الفرض ، فيكون المدلول التصوري المستقر من اللفظ على وفق الأظهر. فمثلاً قولنا ( رأيت أسداً يرمي ) يتزاحم فيه مقتضيان تصوريان أحدهما ما يقتضيه ( أسد ) من إعطاء صورة الحيوان لا الرّجل الشجاع ، وما يقتضيه ( يرمي ) من إعطاء صورة الرمي بالنبل لا بالنظر. وبعد غرابة إرادة المعنيين معاً على الذهن وعدم تقبله لصورة حيوان مفترس يرمي بالنبل ، فلا محالة يقع التزاحم بين المقتضيين المذكورين ويتغلب أقواهما لا محالة في تثبيت الصورة النهائيّة من بين الصورتين الحيوان المفترس الّذي يرمي بنظره ، والرّجل الشجاع الّذي يرمي بقوسه ـ على

۴۲۷۱