سره) (١) ، إلّا أنّ هذا الضعف لا يضرّ بالسند المعتبر الذي ذكره الصدوق قدسسره.
نعم ، قد يتوهّم أنّ الرواية لما كانت رواية واحدة في قضية واحدة جزماً فلا بدّ من الالتزام بوقوع الخطأ فيها ، إذ لا يعقل أن يكون جميل بن دراج قد رواها لابن أبي عمير مرتين ، فتارة رواها مرسلاً والأُخرى رواها عن الإمام عليهالسلام بلا واسطة. وكذا ابن أبي عمير بالنسبة إلى إبراهيم بن هاشم ، وهو بالنسبة إلى ابنه وهكذا. ومن هنا تسقط الرواية عن الحجية لا محالة.
وبعبارة اخرى : إنّ رواية الصدوق قدسسره وإن كانت بحسب ظاهرها معتبرة سنداً إلّا أنّها ساقطة عن الحجية ، نتيجة معارضتها لرواية الكليني والشيخ قدسسره بعد العلم باتحادهما ووقوع الخطأ في إحداهما جزماً.
إلّا أنّه مدفوع بأنّه لا ينبغي الإشكال في وقوع الاشتباه من إبراهيم بن هاشم ، فإنّ الكليني والشيخ قدسسره إنّما يرويان عنه ، وهو يرويها تارة مرسلة وأُخرى مسندة. في حين إنّ رواية الصدوق قدسسره لا تنحصر به ، بل هو قدسسره إنّما يرويها بإسناده عنه وعن يعقوب بن شعيب ومحمد بن عبد الجبار وأيوب بن نوح عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله عليهالسلام بلا واسطة. وهذا يكشف بوضوح عن أنّ الخطأ والاشتباه إنّما كان من إبراهيم بن هاشم.
ثم إنّ هذا كلّه فيما إذا تزوج الأُختين بعقد واحد. وأما الفرض الثاني أعني ما إذا عقد هو على إحداهما ، وزوّجه وكيله من الأُخرى في زمان واحد فلا مجال للقول فيه بالخيار ، وإنْ نسب صاحب الجواهر قدسسره إلى القائلين به في هذا الفرض أيضاً. لكنه مشكل جدّاً ، فإنّه لا وجه للتعدي عن مورد النص بعد أن كان الحكم على خلاف القاعدة.
إذن فلا بدّ من الالتزام بالبطلان ، إلّا أنّ الظاهر أنّه يختص بعقد الوكيل دون عقده هو ، وذلك لقصور التوكيل عن شمول التزويج الفاسد الذي لا يُمضى شرعاً ، فإنّ دائرة الوكالة ضيقة ولا تشمله كما هو الحال في سائر المعاملات ، ومن هنا فلا ينسب فعل الوكيل إليه ، ويكون عقده هو بلا مزاحم فيحكم بصحته لا محالة.
__________________
(١) التهذيب ٧ : ٢٨٥ / ١٢٠٣.