عشر لكي يحول أَحمد بن إسحاق عليه بل هي إحالة على الثقة في مقام قبول اخباره (١).

ومن جملة هذه الروايات صحيحة عبد الله بن أبي يعفور قال : قلت لأبي عبد الله ٧ انَّه ليس كلّ ساعة ألقاك يمكن القدوم ويجيء الرّجل من أصحابنا فيسألني وليس عندي كلّ ما يسألني عنه قال : فما يمنعك من محمد بن مسلم الثقفي فانَّه قد سمع أبي وكان عنده مرضياً وجيهاً (١).

وهي من حيث السند صحيحة ورواتها كلهم من الثقات بالوثاقة الوجدانية ، وهناك طريقان لها ممّا يعزز صدورها.

وامَّا الدلالة فالاستدلال بها لمكان التعبير الوارد فيها ( فما يمنعك. ). المشعر بالمفروغية عن كبرى مركوزة يراد تنبيه السائل وإلفاته إليها وليست هي إِلاّ حجية خبر الثقة ، وهذه الإحالة ليست من الإرجاع في التقليد لوضوح انَّ ابن أبي يعفور كان من أجلّة الأصحاب والعلماء وأصحاب المصنفات وكان ممّن يرجع إليه في الحلال والحرام كما هو يذكره في سؤاله من الإمام ٧ في هذه الرواية فليس الإرجاع إِلاّ بملاك الإرجاع إلى الأحاديث والروايات ، كما انَّ التعليل بالوجاهة يراد به الوجاهة الدينية المساوقة مع الوثاقة في النقل بحسب مناسبات الحكم والموضوع فتكون الرواية دالة على إمضاء كبرى حجية خبر الثقة.

ومن جملة هذه الروايات صحيحة يونس بن يعقوب ، قال كنّا عند أبي عبد الله ٧

__________________

(١) الإنصاف انَّ دلالة هذه الرواية على حجية خبر الثقة بالمعنى المطلوب مشكل ، فانَّه مضافاً إلى ما تقدّم في التعليق السابق انَّ الثقة قد أُطلق وأُريد منها مرتبة من المقام وشرف التوكيل والنيابة لا مجرد الوثاقة بالمعنى الأصولي المبحوث عن حجيته في المقام ، ويشهد على ذلك مضافاً إلى سياق المبالغة والاهتمام الواضحين في الفقرتين معاً شدة اهتمام الحميري بنقل ذلك مقدمة لاستجواب العمري وما ترتّب على ذلك من شكر العمري وبكائه من شوقه ، فانَّ مثل هذا لا يناسب إرادة الوثاقة الاخبارية ، هذا مضافاً إلى انَّ في مثل زمان أحمد بن إسحاق ولمثله وهو الفقيه المطلع على أصول أصحاب الأئمة : السابقين وتراثهم بشكل أضبط وأوسع من مثل العمري السمان لا يعقل أَنْ يكون النّظر من إحالته جانب الأخذ برواياته كحجة شرعية في المسألة بل المنظور إليه إطاعته في الأوامر الشخصية والوظائف السياسية والاجتماعية التي كان الأئمة في هذه المرحلة عاجزين عن الإعلان المباشر عنها ، فالمسألة مسألة التوكيل ونصب منافذ موثوقة مأمونة في مقام نشر سرّهم ومواقفهم العملية والاجتماعية ، وهذا أجنبي عن حجية الرواية لمجرد كون رواية ثقة الأمر البسيط الّذي قد يفترض توفره في أكثر الناس من جمهور المسلمين آنذاك.

(٢) نفس المصدر ، ح ١٩.

۴۵۶۱