بأنه الظهور عند النوع من أبناء اللغة ومن هنا يعرف انَّه يعقل الشك فيه لكونه حقيقة موضوعية ثابتة قد لا يحرزها الإنسان وقد يشك فيه. والظهوران قد يتطابقان كما عند الإنسان العرفي غير المتأثر بظروفه الخاصة ، وقد يختلفان فيخطئ الظهور الذاتي الشخصي الظهور الموضوعي وذلك امَّا لعدم استيعاب ذلك الشخص لتمام نكات اللغة وقوانين المحاورة أو لتأثره بشئونه الشخصية في مقام الانسباق من اللفظ إلى المعنى ، وموضوع أصالة الظهور لا ينبغي الإشكال في انَّه الظهور الموضوعي لا الذاتي لأنَّ حجية الظهور بملاك الطريقية وكاشفية ظهور حال المتكلّم في متابعة قوانين لغته وعرفه ، ومن الواضح انَّ ظاهر حاله متابعة العرف المشترك العام لا العرف الخاصّ للسامع القائم على أساس أُنس شخصي وذاتي يختص به ولا يعلم به المتكلّم عادة وهذا واضح.

إِلاّ انَّه يتجه السؤال عندئذ عن كيفية إحراز هذا الظهور الموضوعي ، فانَّ ما هو بيد كلّ إنسان وجداناً انَّما هو الظهور الذاتي والمفروض انَّه ليس موضوعاً لحجية الظهور العقلائية.

والجواب انَّه يمكن إحراز الظهور الموضوعي بإحدى طريقتين :

الأولى ـ إحرازه تعبداً ، وذلك بدعوى جعل الظهور الذاتي أمارة عقلائية عليه ، فانَّ السيرة العقلائية قائمة على جعل ما يتبادره كلّ شخص من الكلام هو الميزان في تشخيص الظهور الموضوعي المشترك عند العرف (١).

ولا يخفى الفرق بين هذا الأمر والتبادر الّذي يجعل علامة على الحقيقة ، فانَّ ذلك التبادر يقصد منه كشف المعنى الحقيقي للفظ عند عدم القرينة كشفاً إِنّيّاً من باب كشف المعلول عن علّته ، أي يراد به إثبات الوضع لا نفي استناد الانسباق إلى أنس شخصي ولهذا لا بدَّ وأَنْ يراد به التبادر عند العرف لا عند من يشك في عرفيته ويحتمل استناد الانسباق عنده إلى أنس شخصي ، وامَّا التبادر في المقام فيراد به إثبات التطابق بين ما يفهمه الشخص مع ما يفهمه العرف العام سواءً كان مستند الفهم

__________________

(١) انعقاد سيرة من هذا القبيل لا يخلو من إشكال ، فانَّ الإنسان العرفي يطمئن عادة بعرفيته بعد اطلاعه على الأوضاع اللغوية والعرفية للمحاورة.

۴۵۶۱