الأمر أو فعل المضارع المدخول للام الأمر أو بنحو المعنى الاسمي كما في قولك ( أحركك أو آمرك نحو هذا الفعل ) وفي هذا القسم يمكن استفادة الوجوب بالإطلاق الّذي أشرنا إليه في بحث مادة الأمر لخصوص صيغة الأمر من ان مقتضى أصالة التطابق بين النسبة الإرسالية المدلول عليها تصورا والمدلول التصديقي هو سد تمام أبواب عدم الفعل المرسل نحوه وهو عبارة أخرى عن الوجوب.
الثاني ـ ما يستفاد منه وضع الفعل في عهدة المكلفين من قبيل قوله تعالى ( ولله على الناس حج البيت ) و ( كتب عليكم الصيام ) وهذا يدل على الوجوب بملاك ما أشرنا إليه أخيرا من ان العهدة والذّمّة انما هي وعاء الضمانات وما يلزم تنفيذه عقلائيا وعرفا فيكون مناسبا مع الوجوب وعلى أساس هذه النكتة ينعقد ظهور في مثل هذه الألسنة على إرادة الوجوب.
الثالث ـ ما لا يوجد فيه شيء من النكتتين غاية الأمر يستفاد منه رغبة المولى إلى الفعل كقوله ( أحب ان تصنع كذا أو ينبغي ذلك ) ومثل هذا لا دليل على افادته للوجوب بالخصوص ما لم تكن قرينة خاصة تقتضيه.