المحبوب النفسيّ هو الجزاء فينقدح الشوق والإرادة نحوه ، وبهذا يفسر الوجدان المشار إليه.
ان قلت : إذا كانت الإرادة الفعلية الأصلية متعلقة بالجامع فهي لا تتحول من الجامع إلى الفرد بمجرد فقدان أحد الفردين وخروجه عن قدرة المكلف ، بل يبقى شوقا نحو الجامع وتخييريا غاية الأمر انه بحسب العمل الخارجي سوف يختار الفرد المقدور في إتيانه بالجامع وهذا غير تعلق الإرادة بالفرد.
قلنا : هذا صحيح في الإرادة والشوق النفسيّ لا الغيري ، وإرادة الجامع العقلانية هذه غيرية من أجل تحقيق المحبوب النفسيّ وهو حفظ الذات وملائماته ، والشوق الغيري باعتباره توصليا يتعلق بما هو فعلا يوصل الإنسان إلى مطلوبه النفسيّ ومن هنا صح هذا التحول.
وان شئت قلت : ـ ان هناك إرادة نفسية واحدة خلف كل الإرادات المشروطة والتي هي كلها غيرية للوصول إلى الغرض النهائيّ الأصلي النفسيّ ، وهو حفظ الحياة وحب الذات وملائماتها ، وتنقدح من تلك الإرادة الواحدة النفسيّة الكلية إرادات وأشواق مقدمية تتعلق بواقع ما يحقق ويوصل إلى ذلك المطلوب النفسيّ في كل مرحلة ، وتتولد منها أيضا الإرادة الغيرية نحو المقدمات المفوتة التي يعلم أو يحتمل الإنسان انه إذا لم يحققها قبل تحقق الشروط المستقبلية فسوف لن يتمكن من إشباع حاجته وتحقيق ما يلائم ذاته أو يدفع عنها الألم والنقص في المستقبل.
وهذا هو الحل الفني الدّقيق الصحيح بناء ومبنى لمشكلة المقدمات المفوتة على الصعيدين التكويني والتشريعي.
الأمر الثاني ـ في وجوب التعلم الّذي قد يصبح مقدمة مفوتة : ـ وهنا عدة فروض.
الفرض الأول ـ ان يكون عالما بتكليف فعلي ثابت عليه الآن ، كوجوب الصلاة أو الحج أو غير ذلك ، ولكنه لا يعرف أحكام ذلك الواجب من اجزاء أو شرائط ، فهل يجب عليه التعلم أم لا؟ الصحيح ان هنا ثلاث صور.
الأولى ـ ان لا يتمكن من أداء ذلك الواجب من دون تعلم أحكامه ، كما في تعلم