التدريجية ، مع انه لا إشكال عند أحد في وحدة سبب الثواب هناك رغم تعدد ما به التعظيم وتكثره خارجا ، بل اجزاء الواجب الارتباطي أولى بان يكون التعظيم الحاصل بكل منها سببا مستقلا للثواب. وهل يمكن ان يقال بان المقدمة لو صارت جزءا خرجت عن كونها سببا مستقلا للثواب؟
الوجه الثالث ـ لو لم يكن يترتب ثواب مستقل على فعل الواجب الغيري بقصد الامتثال فكيف يمكننا ان نفسر ترتب الثواب على الإتيان بالمقدمة بقصد التوصل والامتثال ، حتى إذا لم يتمكن بعد ذلك من إتيان ذي المقدمة لمانع ما؟ مع انه لا إشكال في ترتب الثواب واستحقاقه هنا من دون ان يكون قد تحقق المطلوب النفسيّ وموضوع الثواب الانفعالي للمولى.
وفيه : أولا ـ النقض بالاجزاء لمن شرع بها ثم لم يتمكن من إتمام الواجب الارتباطي.
وثانيا ـ ما أشرنا إليه من ان موضوع الثواب المولوي هو الانقياد والتعظيم بلحاظ المطلوب النفسيّ للمولى بحسب اعتقاد المكلف ومقدار الانكشاف لديه لا بحسب الواقع ، وهذا حاصل في المقام كما هو حاصل في سائر موارد الانقياد الا انه في موارد اصابته للواقع وحصول المطلوب النفسيّ لا يتعدد السبب بل هو سبب واحد على كل حال أصاب أو أخطأ ، وهذا التعظيم والانقياد يشرع فيه المكلف ويتحقق بمجرد شروعه بالمقدمات أو الأجزاء بقصد الامتثال وتحصيل المطلوب النفسيّ للمولى الّذي هو ميزان الثواب وان لم يستمر حتى النهاية بقاء ، فبقدر ما كان يستحق الثواب. وان شئت قلت : ان التحرك نحو المقدمة أو الجزء بنفسه شروع في امتثال المطلوب النفسيّ الواصل للمكلف وهذا هو موضوع التعظيم والانقياد وهو امر وحداني حدوثا وبقاء لا انه يتعدد بتعدد الاجزاء أو المقدمات كما هو واضح.
نعم إذا ما ترك المكلف الاستمرار في تحصيل المطلوب النفسيّ للمولى باختياره ومن دون عجز حقيقي أو علمي لم يستحق ثوابا على ما فعل ، لا الثواب الانفعالي لوضوح انه انما يكون بملاك حصول الإحسان والانفعال في نفس المولى ، ولا المولوي لأن موضوعه وهو التعظيم والانقياد انما يتحقق من أول الأمر مشروطا بان لا يتراجع بعد ذلك