روايات عديدة عن العسكري عليه‌السلام ويروي عنه محمّد بن عيسى ، منها : ما رواه في الوصية في سبيل الله حيث روى في الكافي والتهذيب والفقيه عنه عن العسكري أنّه يصرف في الشيعة أو الحج. ومنها : روايته عنه في الإرث للأرحام. وحيث إنّ الراوي عنه في المقام هو محمّد بن عيسى فلا نحتمل أن يكون الحسن الضعيف الّذي هو مولى بني العباس المعبّر عنه بمولى المنصور الّذي كان وزيراً لهارون من الشيعة ، وذلك لأنّه من أصحاب الصادق عليه‌السلام وقد أدرك الكاظم عليه‌السلام على ما هو منقول في ترجمته (١) والراوي عنه حفيده القاسم بن يحيى.

وعليه لا يتردد الحسن في هذه الرواية بين البغدادي وبين مولى المنصور (٢) وإنّما هو مردّد بين البغدادي الثقة وبين الثالث الّذي عبّر عنه النجاشي بالطفاويّ وضعّفه (٣) وفي رجال المامقاني الطغاوي (٤) وفي قاموس الرجال (٥) أنّ الصحيح هو الطفاويّ ، ويروي عنه علي بن إسماعيل السندي الّذي هو من أصحاب الرضا عليه‌السلام.

ولكن الظاهر أنّ الرجل هو الثقة ، لما أشرنا إليه من روايته متكرراً عن العسكري عليه‌السلام يرويها عنه محمّد بن عيسى ، وبهذه القرينة ينصرف حسن بن راشد إلى الثقة حيث يرويها عنه محمّد بن عيسى ، وبذلك تتصف الرواية بالوثاقة لا محالة.

نعم ، يبقى هنا شي‌ء ، وهو أنّ الرجاليين لم يعدّوا الرجل من أصحاب العسكري عليه‌السلام ومعه كيف يمكننا قبول روايته عنه.

والجواب عن ذلك : أنّه يحتمل أن يكون ذلك غفلة من أهل الرجال ، كما يحتمل أن يراد بالعسكري هو الهادي عليه‌السلام لأنّه كثيراً يطلق العسكري على الحسن العسكري عليه‌السلام لكن قد يطلق على الهادي عليه‌السلام أيضاً.

__________________

(١) رجال الطوسي : ١٨١ / ٢١٧٢ ، ٣٣٤ / ٤٩٧٣ ، تنقيح المقال ١ : ٢٧٦ / ٢٥٣٥.

(٢) مضافاً إلى ما تقدّم من أنّ الحسن بن راشد مولى منصور موجود في أسناد كامل الزيارات.

(٣) رجال النجاشي ١ : ٣٨ / ٧٦.

(٤) تنقيح المقال ١ : ٢٧٧ / ٢٥٣٦.

(٥) قاموس الرجال ٣ : ٢٣٣ / ١٨٨٨.

۳۸۳