قال : تكبّر ثم تصلِّي على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم تقول : اللهمّ عبدك ابن عبدك ابن أمتك لا أعلم منه إلاّ خيراً وأنت أعلم به منّا ، اللهمّ إن كان محسناً فزد في إحسانه ( حسناته ) وإن كان مسيئاً فاغفر له .... ، ثمّ تكبّر الثانية وتقول : اللهمّ إن كان زاكياً فزكّه وإن كان خاطئاً فاغفر له ، ثم تكبّر الثالثة وتقول : اللهمّ لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده ، ثم تكبّر الرابعة وتقول : اللهمّ اكتبه عندك في عليين واخلف على عقبه .... ثم كبّر الخامسة وانصرف (١).

وهذه الصحيحة قد اشتملت على أُمور ثلاثة : الصلاة على النبي والدعاء للميت والدعاء لنفس المصلي ، والأوّلان هما القدر المشترك بين الأخبار كما سيتّضح ، والثالث أمر زائد يدفع وجوبه ببقية الأخبار الفاقدة له.

وأما صحيحة الحلبي أو حسنته عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : « تكبّر ثم تشهد ثم تقول : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، الحمد لله رب العالمين رب الموت والحياة صلّ على محمد وأهل بيته ، جزى الله عنّا محمداً خير الجزاء بما صنع بأُمته وبما بلغ من رسالات ربه ، ثم تقول : اللهمّ عبدك ... ، ثم تكبّر الثانية وتقول مثل ما قلت حتى تفرغ من خمس تكبيرات » (٢) فهي قد اشتملت على الشهادة وعلى الصلاة على النبيّ وعلى الدعاء للميت ، والأخيران يؤخذ بهما لاشتراك الأخبار فيهما ، والتشهد سواء حملناه على الشهادتين أو على خصوص الشهادة بالوحدانية يدفع وجوبه ببقية الأخبار الفاقدة له كصحيح زرارة المتقدم.

ومنها : صحيحة أبي ولاد قال : « سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن التكبير على الميِّت؟ فقال : خمس ، تقول في أوّلهنّ : أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له اللهمّ صلِّ على محمّد وآل محمّد ، ثم تقول : اللهمّ إنّ هذا المسجّى .... » (٣) وهي قد اشتملت على الشهادة بالوحدانية والصلاة على النبيّ وآله والدّعاء للميت ، وحالها حال سابقتها.

__________________

(١) الوسائل ٣ : ٦١ / أبواب صلاة الجنازة ب ٢ ح ٢.

(٢) الوسائل ٣ : ٦١ / أبواب صلاة الجنازة ب ٢ ح ٣.

(٣) الوسائل ٣ : ٦٢ / أبواب صلاة الجنازة ب ٢ ح ٥.

۳۸۳