على التحديد بما إذا عقل الصلاة ، إلاّ أن قوله في الجواب عن الزمان الذي تجب الصلاة عليه : « إذا كان ابن ست سنين » يدلنا على أن عقل الصلاة إنما يبدأ بست سنين ، إذ لا معنى للأمر عليه بالصلاة وهو لا يعقل الصلاة.

نعم مقتضى إطلاق تلك الجملة « إذا عقل الصلاة » أن الطفل إذا عقل الصلاة وهو ابن خمس سنين لا بدّ من الصلاة على جنازته ، فإن النسبة بينهما عموم من وجه ، إذ قد يكون الطفل ذكيا يعقل الصلاة قبل الست وقد يكون غبياً لا يعقلها بعد السبع وقد يعقلها ابن ست سنين ، إلاّ أنه لا بدّ من تقييدها بما إذا كان له ست سنين بمقتضى الصحيحة الثانية له الواردة في موت ابنٍ لأبي جعفر عليه‌السلام حيث ورد فيها : « أما إنه لم يكن يصلى على مثل هذا ، وكان ابن ثلاث سنين ، كان علي عليه‌السلام يأمر به فيدفن ولا يصلى عليه ولكن الناس صنعوا شيئاً فنحن نصنع مثله ، قال قلت : فمتى تجب عليه الصلاة؟ فقال : إذا عقل الصلاة وكان ابن ست سنين » (١).

فان قوله : « وكان ابن ست سنين » إما عطف تفسير وبيان للجملة السابقة عليه إذا قلنا إن عقل الصلاة لا يتحقق إلاّ في ست سنين ، وإمّا تقييد لإطلاقها إذا عقل الصلاة ، حيث يمكن تحققه قبل الست وفي الست فنقيده بما إذا كان عقلها وهو ابن ست سنين لا قبلها ، كما أنه بذلك نقيد إطلاق الصحيحة الأُولى.

واحتمال أن قوله في الصحيحة الثانية : « فمتى تجب الصلاة عليه » (٢) معناه : متى تجب على نفس الصبي الصلاة وليس معناه السؤال عن الزمان الذي تجب فيه الصلاة على جنازته ، ساقط لأن كلمة الفاء في قوله « فمتى » كالصريح في أن السؤال إنما هو عن الزمان الذي تجب فيه الصلاة على جنازته ، وذلك لأنه عليه‌السلام قبل ذلك نفى وجوبها على الطفل الذي له ثلاث سنين فسأله الراوي تفريعاً على ذلك عن الزمان الذي تجب فيه الصلاة على جنازة الطفل فأجاب عليه‌السلام : « إذا عقل ... ».

وهناك صحيحة ثالثة رواها محمد بن مسلم : « في الصبي متى يصلى عليه؟ قال : إذا‌

__________________

(١) الوسائل ٣ : ٩٥ / أبواب صلاة الجنازة ب ١٣ ح ٣.

(٢) الوارد في الصحيحة : فمتى تجب عليه الصلاة.

۳۸۳